كل شيء ممكن.. انتشرت في محطات وقود يتحاشاها أصحاب السيارات في العديد من المدن ويقال أنها تخلط المازوت بالبنزين أو أنها تبيع الوقود ممزوجا بالماء، وزيوت مغشوشة لمحركات السيارات... وأخرى مسترجعة أو ممزوجة بالزيوت التي سبق استعمالها... وأخرى تخلط البنزين الممتاز بالبنزين العادي. * "الشروق اليومي" استطلعت الأمر لدى مهنيي القطاع لكشف أساليب الغش في محطات الوقود، وفي هذا الصدد، كشف موظفون في محطات بنزين أن أصحاب بعض المحطات لا يتقيدون بتنظيف خزاناتهم دوريا بسبب النفقات التي تكلفها هذه العملية، في وقت يتسبب بقاء خزانات الوقود فارغة لمدة طويلة في تشكل قطرات من الماء نتيجة برودة سطح الأرض مما يؤدي إلى ظهور رواسب مائية في قعر الخزان، وعند ملئه بالبنزين أو المازوت يختلط الماء المترسب مع الوقود، خاصة في المحطات البعيدة عن أماكن التكرير، والمحطات القديمة التي اهترأت خزانتها تحت الأرض وأصبحت تولد الرطوبة، وبعضها تشققت فأصبح الماء يتسرب إلى داخلها، وأكد هؤلاء أن المحطات القديمة وكذا الموجودة بالمناطق المائية الكثيرة الرطوبة هي التي يحدث فيها اختلاط الماء بالوقود في الخزانات، مما يستدعي صيانة الخزانات دوريا. * * محطات الوقود بالمناطق المائية والمحطات القديمة في قفص الإتهام * * وذكرت مصادر مسؤولة من نفطال أن أصحاب مخازن الزيوت يقومون بتعبئة الزيوت المغشوشة داخل عبوات تحمل أسماء ماركات عالمية شهيرة، حيث يحتفظون بالعبوات التي يتم التخلص منها بعد نفاد مخزونها، ويملأونها بزيوت يتم مزجها بزيوت صناعية رخيصة أو بزيوت سبق استعمالها، كما أن العديد من الزيوت التي تباع في محطات الوقود المرخصة ببيع الزيوت الصناعية تحمل ماركات عالمية مشهورة، بينما هي في الأصل زيوت معاد تكريرها أو زيوت مسترجعة. * وفي هذا الإطار، أكد عضو مجلس إدارة نفطال، سيد علي بلجدي، ورئيس النقابة، أن بعض الحاصلين على تراخيص ببيع زيوت المحركات والزيوت الصناعية وزيوت التشحيم، يبيعون مشتقات نفطية مخالفة للمواصفات، وبعضهم يقومون بخلط زيوت نفطال مع الزيوت المستوردة، من خلال إفراغ الزيوت الرديئة التي تتكدس لديهم في عبوات وقوارير بلاستيكية تحمل علامة نفطال، موضحا أن الزيوت المستوردة لا تخضع للرقابة في مخابر مراقبة زيوت السيارات والزيوت الصناعية التابعة لنفطال، بل يتم توجيهها مباشرة إلى السوق. * ودافع أصحاب محطات توزيع الوقود الذين تحدثت إليهم "الشروق اليومي" عن بعضهم البعض، مؤكدين أن الفيدرالية الوطنية لمقاولي توزيع الوقود والبنزين تطالب برفع هامش الربح الخاص في بيع البنزين لتمكينهم من صيانة مضخات الوقود وتبخير خزانات الوقود بأنواعه، خاصة وأنهم ملزمون بدفع مصاريف أخرى تتعلق بأجور العمال وتكاليف الكهرباء، خاصة الإنارة في محطات الوقود، وتكاليف التأمينات، غير أنه لم يتم إلى يومنا هذا أخذ هذا المطلب بعين الإعتبار. * وحمل هؤلاء المسؤولية الكاملة لمصالح مكافحة الغش التي تكتفي بمراقبة التجار ولا تتفقد محطات الوقود، التي تساهم في تمرير مثل هذه الزيوت المغشوشة. * أصحاب ورشات تصليح السيارات من جهتهم أكدوا أن المشكلة تكمن في بعض الزيوت التي تأتي من خارج الجزائر، حيث أنها إما تعتمد على زيت أساس رخيص ورديء أو زيت مستعمل ومعاد تصنيعه، مما يتسبب في ضرر كبير لمحركات السيارات. * وأشار عامر بن ناصر، وهو صاحب ورشة لتصليح السيارات ببن عمر بأن 40 بالمائة من الزبائن الذين يتقدمون إليه لتغيير محركات سياراتهم يكون ذلك نتيجة استخدام زيوت ووقود المحركات المغشوشة، و60 بالمائة المتبقية تصاب محركاتها نتيجة القدم أو حوادث المرور، مضيفا أن المواطن لا يمكنه معرفة غش تلك الزيوت إلا بعد استخدامها وحدوث الأضرار في محرك السيارة.