يحل علينا عيد الفطر المبارك بعد أيام قلائل والعادة تقتضي استقباله بملابس العيد للأطفال وبالحلويات التقليدية المتعددة الأنواع والأسماء، فبالرغم من غلاء أسعار مستلزمات تحضير هذه الحلويات التقليدية إلا أن الإقبال يوحي بأن هذه العادة ما تزال محافظة على مكانتها بمجتمعنا، والسؤال هل تفضل ربات الأسر شراء الحلويات جاهزة أم أنهن يحضرنها بأنفسهن أو حتى يوكلن هذه المهمة لنساء أخريات. تحولت الحلويات التقليدية في السنوات الأخيرة إلى اختصاص قائم بحد ذاته بحيث فتحت له فروع في قطاع التعليم والتكوين المهنيين ومدارس خاصة لتلقين فنون تحضيرها وتستقطب بالمقابل عديد الفضوليين الذين يتلقون أبجديات صنع الحلويات كونها أصبحت في السنوات الأخيرة تجارة مربحة، خاصة بالنسبة للنساء الماكثات في البيوت. وقد وجدت العديد من النسوة في تحضير الحلويات التقليدية مصدر دخل مربح في الوقت الذي وجدت فيه أخريات متنفسا يخلصهن من ضغط المناسبات الدينية والأسرية بما فيها الأعراس والأفراح وغيرها، خاصة النساء العاملات اللواتي لا يجدن متسعا من الوقت لتحضير حلويات عيد الفطر المرتقب استقباله بعد أيام قلائل، فإما يقصدن المحلات المتخصصة لشراء البعض منها أو أن يشترطن على ''الحلواجيات'' صناعة هذه الحلوى أو تلك بعد دفع مقابل مادي، في السياق اعترفت لنا أم لطفي أستاذة لغة فرنسية أنها تفضل شراء أنواع معينة من الحلويات التقليدية لعيد الفطر بدل تحضيرها، ويعود السبب -حسب حديثها- إلى إصابتها بالرثية على مستوى كتفها الأيسر، ضف إلى ذلك التعب الكبير الذي نال منها طوال رمضان مما جعلها تستنجد بإحدى ''الحلواجيات'' وطلبت منها أن تحضر لها ثلاثة أنواع من الحلويات بكميات محددة. من جهتها، قالت أم لقمان أنها تفضل تحضير حلويات العيد بنفسها ولكنها ستكتفي بنوعين اثنين فقط بسبب الغلاء الكبير الذي مس لوازم تحضير الحلويات، كما أنها ترى أن هذا الغلاء سيلقي بظلاله حتما على أسعار الحلويات التقليدية التي حددت أسعار بعضها ب50 دينار، وإذا اشترت 20 حبة من البقلاوة مثلا فإنها ستدفع مقابلها مبلغ 1000 دينار والأحسن شراء مستلزمات نوع واحد أو اثنين على الأكثر بذات المبلغ وتحضيرها في المنزل، فيما قالت ربة منزل أخرى أنه حتى إذا كانت حلوياتها التي تعدها بنفسها لا ترقى لمستوى تلك التي تباع في المتاجر، إلا أنها مع ذلك تفضل تحضيرها بنفسها، كون تحضير حلويات العيد جزء من الاحتفال بعيد الفطر. بالمقابل، تتجه نساء أخريات إلى خبيرات في الحلويات التقليدية والعصرية لتحضير حلويات العيد، من بين هؤلاء تحدثنا إلى السيدة عائشة ربة بيت، قالت إنها تلقت تكوينا في صناعة الحلويات في مدرسة خاصة، تشير إلى أنها اختارت هذا التكوين بسبب أرباحه، كما أكدت أنها ستحضر حلويات منزلية مشكلة بين المعسلة والمطلية والمسكرة وغيرها وستعرضها للبيع على النساء العاملات أو غير القادرات على صنع الحلوى لسبب أو لآخر، ''فعلت هذا انطلاقا من فكرة أن المرأة عليها استغلال مواهبها وقدراتها في تحسين دخل أسرتها... المعيشة تزداد غلاء وأسرتي في اتساع ولا يمكنني البقاء مكتوفة الأيدي أنتظر راتب زوجي التي لا تلبي كامل المتطلبات''، تقول المتحدثة. بينما تقول حورية صانعة حلويات تقليدية أنه كانت لديها دائما موهبة في صنع الحلويات التقليدية، فاستغلت الموهبة لكسب بعض المال أمام ارتفاع تكاليف المعيشة، هي تقوم ببيع الحلويات السريعة والسهلة ب15 دينارا، والحلويات المعسلة ب25 دينارا وحلويات اللوز التقليدية بين 35 و40 دينارا وهي أسعار أرخص من المتاجر -حسبها- وتتفاوض مع زبائنها بشأن الأسعار