بدأ العد التنازلي يقترب من ساعة الحقيقة بالنسبة لمولودية الجزائر التي ستكون غدا على موعد هام تتقابل فيه مع النادي الأهلي بملعب 5 جويلية لحساب الجولة الرابعة من منافسة كأس الرابطة الإفريقية والخاصة بالمجموعة الرابعة، حيث تأتي هذه المواجهة في ظروف خاصة بالنسبة للعميد بسبب الغموض الذي يكتنف مستقبل عارضته الفنية بعد أن عجزت إدارة النادي عن إيجاد خليفة للمدرب السابق نور الدين زكري. وكان العميد يأمل في استقدام الفرنسي جون بول رابييه، لكن الاتصالات والمفاوضات التي أجراها مع هذا التقني الذي درب في السابق مولودية الجزائر، لم تفلح بسبب عدم تفاهم الطرفين على بعض التفاصيل الخاصة بالعقد، ويبدو أن المسيرين طووا صفحة رابييه نهائيا، وهم الآن بصدد البحث عن مدرب آخر قد يكون محليا، لكنهم أجّلوا الفصل في هذا الموضوع بسبب انشغالاتهم في إعداد الفريق لمباراة الغد ضد الأهلي وجددوا الثقة في المدرب مقلاتي، لأن المستعجل بالنسبة إليهم هو أن تفوز تشكيلتهم في هذه الجولة الخاصة بالمنافسة الإفريقية ويسمح ذلك بإبعاد الضغط الكبير الذي يتعرض له هذه الأيام رئيس الفرع عمر غريب ومساعديه في مكتب النادي، ذلك أن تسجيل تعثر آخر سيكهرب الأجواء حول الفريق ويقضي نهائيا على أمال زملاء كودري للوصول إلى الدور نصف النهائي من كأس رابطة إفريقيا. مكافآت للاعبين في حالة تحقيق الانتصار ويبذل المسيرون كل ما في وسعهم لوضع لاعبي الفريق في ظروف جيدة تسمح لهم بخوض هذه المباراة بمعنويات مرتفعة، حيث يدركون أن المهمة ليست سهلة أمام المنافس المصري، صاحب التجربة الكبيرة في المواعيد الإفريقية، وقد علمنا في هذا الصدد أن مسيري العميد رصدوا مكافآت معتبرة للاعبيهم في حالة تحقيق الإنتصار، ولا يعد هذا العامل المحفز الجانب الوحيد الذي يريدون استغلاله، حيث يراهنون على حضور قوي لمشجعي الفريق المنتظر منهم أن يكتسحوا مدرجات ملعب 5 جويلية بعدما وعدت لجنة الأنصار بتجنيد كبير لهذه السهرة الرمضانية. المدرب منقلاتي مضطر لتغيير خطته التكتيكية وبما أن معطيات مباراة الغد ستكون مغايرة لتلك التي جرت في القاهرة، فإن الطاقم الفني للعميد سيكون مجبرا على إعداد خطة جديدة تسهل من مهمة لاعبيه، وستكون البداية بإدخال بعض التغييرات في التعداد، حيث من المنتظر أن يستعيد كل من بابوش وبصغير مكانهما الأصلي في الدفاع، وسيعول على تجربتهما لمواجهة الهجوم القوي للأهلي بعدما كانا في القاهرة على كرسي الإحتياط، ولا يستبعد أيضا إقحام زدام (العائد من العقوبة) للعب إلى جانب زميله مغربي، ذلك أن المدرب مقلاتي سيبحث بالدرجة الأولى على كسب التجانس من خلال الإعتماد على هذا الرباعي الذي شكل دوما الخط الخلفي للفريق، بينما يتوقع أن يكون عز الدين في حراسة المرمى بالرغم من الضعف الذي أظهره في لقاء الذهاب. كما قد يمنح حرية أكبر للاعبي وسط الميدان كودري ودوادي للتحرك نحو الهجوم كلما امتلك زملاءهما الكرة، وسيساعد ذلك على إضافة الضغط على المنافس المصري وتقديم مساعدة كبيرة لخط الهجوم الذي سيتكون من عطافان وأوسالي وبراجة الذين ستوضع على أكتافهم مسؤولية تسجيل الأهداف في غياب الإختصاصي عمرون الذي يعاني من إصابة تلقاها في التدريبات. ويرى منقلاتي أن التفوق في النتيجة خلال مرحلة الشوط الأول سيمكن عناصره من التحرر في اللعب ويعطيهم قوة إضافية لمواصلة المباراة بدون ملل، لكنه بالمقابل طلب من لاعبيه منع الخصم من تطوير لعبه المعتاد، وقد يلجأ منقلاتي إلى تطبيق الحراسة الفردية على أخطر لاعبي الفريق المصري منهم بشكل خاص الهداف عماد متعب وصانع الألعاب أبو تريكة، لأن المصريين يخوضون اللقاء بتفوق معنوي كبير بعد فوزهم باللقاء الأول، وسيشجعهم ذلك على المغامرة في الهجوم. وفي نظر الإختصاصيين، فإنه بإمكان لاعبي العميد الخروج منتصرين من هذه المواجهة الصعبة في حالة ما إذا تحلوا بإرادة فلاذية.