فاز الخطّاط الجزائري محمد صفرباتي بالجائزة الأولى من جوائز ملتقى رمضان لخطّ القرآن الكريم الذي احتضنته دبي بالإمارات العربية المتحدة واختتم بداية الأسبوع الجاري، وجاء تصدره قائمة الفائزين من بين 30 خطاطاً عالمياً شاركوا في دورة هذا العام، وسيكون صاحب شرف خطّ الجزء الأوّل في الدورة الرابعة المقبلة. وفي مفارقة نادرة لم تتكرّر على مدار نسخ الملتقى الماضية، سيبدأ حسب القائمين على التظاهرة خطّ الجزء الأول في دورة العام المقبل من الملتقى بأنامل خطّاط الجزء الأخير من القرآن الكريم، الجزائري محمد صفرباتي، الذي خصّصت له اللجنة هذا العام الجزء الثلاثين. وأكّد الفائز بالجائزة الأولى صفر باتي في تصريح إعلامي أنّ الملتقى يشكّل بالفعل علامة فارقة في مسيرته الفنية أتاحت له التقاء مجموعة من أهم فناني الخطّ العربي، فضلاً عن فرصة مطالعة أعمال الفائزين بالنسختين الماضيتين وأيضا الفائزين بجائزة ''البردة''، مشيراً في السياق نفسه إلى أنّ فنان الخطّ العربي تنتظره رسالة حضارية وقيمية وجمالية مهمة، للمساعدة في تذوّق خصوصية لغة خط القرآن، وأضاف ''كنت في زيارة أخيراً في الصين والتقيت شخصيات معروفة مهتمة بالخط العربي، الذي وصفوه بأنه آسر وساحر على الصعيد الفني''. ووقع اختيار لجنة التحكيم على ثلاثة خطّاطين ليفوزوا بجائزة الملتقى، وهم محمد صفرباتي من الجزائر، نزار الحاج كريم سليم، عراقي مقيم بألمانيا، ومحمد جمعة حماحر من سورية، فيما خصّت اللجنة بالتنويه الجهود المتميزة للخطّاطة نوريا غارسيا من إسبانيا، والخطّاط هادي الدراجي من العراق، وأثنت اللجنة على مبادرة الخطّاط صلاح الأربيلي لاكتفائه بالمشاركة وعدم الدخول في المنافسة طواعية؛ حرصاً منه على إفساح المجال للآخرين. واستضاف ملتقى رمضان لخطّ القرآن الكريم مشاركين من 13 دولة مختلفة، وسادت الملتقى حسب أصداء منه روح الفريق الواحد الهادف إلى إنجاز مهمة محدّدة وهي إبداع نسخة فنية نادرة للقرآن الكريم، بخطّ ناسخين معاصرين للقرآن، كلّ منهم يمثّل علامة فنية بارزة في حاضر فن الخط العربي، وعلى الرغم من وجود مادة مهمة للتنافس هو الحصول على ألقاب التميّز لأصحاب أفضل أداء خطي، وهي جائزة تمّ تخصيصها لثلاثة خطاطين فقط، إلاّ أنّ التناغم سواء على مستوى الأداء الفني أو العلاقات الاجتماعية بين المشاركين، كان هو السائد على مدار أيام الملتقى. وسلم الخطّاطون ما أنجزوه إلى وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الإماراتية، الجهة المنظمة للملتقى، ليتم تدقيقه وتوثيقه من قبل لجنة متخصّصة، إضافة إلى ما قامت به لجنة التحكيم من جهود مثمرة، وسبق حفل التكريم اجتماع لجنة تحكيم ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم في دورته الثالثة المكونة من الخطاط التركي محمد أوزجاي، والخطاط العراقي الدكتور عبد الرضا بهية داود، والخطاط السوري عبيدة البنكي، حيث أجرت تصفيات عدة على الأجزاء التي تم إنجازها من قبل الخطاطين المشاركين.