واصلت روسيا دعم النظام السوري في وجه الضغوط الغربية الرامية إلى تشديد العزلة الدولية على دمشق لإرغامها على وقف استعمال القوة ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وأبدت روسيا على لسان وزيرها للخارجية سيرغى لافروف معارضتها لإجراء الاتحاد الأوروبي القاضي بفرض حظر على النفط السوري على خلفية الاضطرابات التي يشهدها هذا البلد منذ منتصف شهر مارس الماضي والتي أدت إلى مقتل مئات الأشخاص بحسب تقارير المنظمات الحقوقية السورية. وقال لافروف على هامش مشاركته في قمة لمجموعة الدول المستقلة المتكونة من جمهوريات الاتحاد السوفياتى السابق باستثناء دول البلطيق وجورجيا بعاصمة طاجيكستان ''لقد سبق وقلنا أن فرض عقوبات أحادية الجانب ليس أمرا جيدا. ان ذلك يقضي على إمكانية التوصل إلى مقاربة مشتركة إزاء أزمة ما'' مشيرا إلى أن ''العقوبات نادرا ما تؤدى إلى حلول''. وكان الاتحاد الأوروبي فرض حظرا بدأ تطبيقه أمس على واردات النفط الخام السوري بهدف حرمان نظام الرئيس بشار الأسد من عائدات كبيرة. وقد عارضت موسكو باستمرار فرض عقوبات على سوريا على غرار الصين وقاطعت اجتماعا لمجلس الأمن الدولي بخصوص هذا الموضوع. وكانت روسيا التي لا تزال تقف إلى غاية الآن إلى جانب دمشق في وجه الدول الغربية رفضت التوقف عن بيع أسلحة إلى سوريا بالرغم من الدعوة التي وجهتها لها وزيرة الخارجية الأميركية هيلارى كلينتون. ولكن الدول الغربية التي عجزت عن استصدار لائحة أممية عبر مجلس الأمن الدولي بسبب الفيتو الروسي لإدانة النظام السوري ورفض عقوبات دولية ضده لوحت بإمكانية تشديد العقوبات حيث لم تستبعد كل من باريس وبرلين فرض سلسلة جديدة من العقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي على دمشق. وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبي ''إذا لم يتغير بشار الأسد ولم يكن هناك تغيير في النظام يجب تصعيد الضغوط على سوريا''. والموقف نفسه عبر عنه نظيره الألماني غيدو وسترويل الذي لم يستبعد ممارسة مزيد من الضغوط على سوريا. مقابل ذلك تتواصل الحركة الاحتجاجية في سوريا بسقوط مزيد من القتلى حيث أكدت منظمات حقوقية سورية سقوط ثلاثة قتلى أمس في العمليات التي شنتها قوات الأمن والجيش في شمال غرب البلاد يضافون إلى 21 قتيل كانوا لقوا مصرعهم أول أمس اثر مظاهرات ما اصطلح على تسميتها ب''جمعة الموت ولا المذلة'' التي شهدتها معظم المدن السورية في أول جمعة بعد شهر رمضان المعظم. وتشهد سوريا منذ منتصف مارس الماضي مظاهرات احتجاجية تطالب بإصلاحات جذرية وبإسقاط النظام تقول منظمات حقوقية إنه قتل فيها أكثر من ألفي شخص من المحتجين ورجال الأمن. فيما تتهم السلطات من تصفهم ب''مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج'' بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن اعتبرها الرئيس بشار الأسد أنها تأتي تنفيذا ل''مؤامرة تحاك ضد سوريا بسبب مواقفها من المقاومة في لبنان وفلسطين''.