عارضت روسيا، أمس، بشكل رسمي رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في رد مباشر على الطلب الذي رفعته الدول الغربية نهاية الأسبوع وطالبت بدلا من ذلك بمنح دمشق مزيدا من الوقت من اجل تنفيذ الإصلاحات المعلن عنها وبالتالي احتواء الأزمة المستفحلة في هذا البلد منذ ستة أشهر. ففي رد على مطلب الدول الغربية الملح على إنهاء حكم الرئيس الأسد قال مصدر روسي في تصريحات صحفية، أمس، ''إننا لا ندعم مثل هذه الدعوة لأننا نعتبر أن الوقت مازال مناسبا لمنح الرئيس الأسد مزيدا من الوقت للسماح له بتطبيق الإصلاحات''. وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته إن ''خطوات عديدة تمت في هذا الاتجاه ويتعلق الأمر بتبني القوانين المناسبة والإعلان عن عفو شامل عن المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات مع نهاية العام الجاري''. واعتبر المصدر الروسي أن الأهم من كل ذلك هو إعلان الرئيس بشار الأسد أول أمس، عن وقف كل العمليات العسكرية. وهو الإعلان الذي اعتبرته موسكو تقدما مهما يترجم نية الرئيس السوري والسلطة السورية في إجراء الإصلاحات. وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما وحلفائه الغربيين دعوا ولأول مرة منذ اندلاع الاضطرابات منتصف شهر مارس الماضي في سوريا، الرئيس الأسد إلى التخلي عن السلطة والرحيل كما شددوا العقوبات الدولية ضد نظامه. ولكن رفض روسيا لمثل هذا المطلب يؤكد ان الدول الغربية لن تكون قادرة على تمرير أي قرار أممي عبر مجلس الأمن الدولي لإرغام الرئيس السوري على الرحيل وهو الذي كان فشل قبل أسبوعين في التوصل إلى قرار يدين أعمال العنف في هذا البلد بسبب الفيتو الروسي. وبالتزامن مع ذلك أعلنت المعارضة السورية، أمس، أنها قررت تأسيس مجلس انتقالي موحد يضم مختلف الطوائف المعارضة داخل سوريا وخارجها قالت بأنه ''سيعمل على وضع رؤية موحدة وخارطة طريق للانتقال بسوريا إلى نظام ديمقراطي بأقل الخسائر الممكنة''. وقال الناشط الحقوقي السوري محمد العبد الله عنقال ''أن تأسيس المجلس الانتقالي يهدف إلى الاستجابة للمطالب الدولية التي تدعو المعارضة إلى وضع رؤية محددة لمرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد''. وأضاف أنها محاولة لتشكيل ووضع رؤية محددة للثورة السورية وتوضيح الفكر السوري للمجتمع الدولي. مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي ''سيعتمد في تشكيله على التكنوقراط وأن الكفاءة هي المعيار الوحيد الذي سيتم الاعتماد عليه فى تشكيل المجلس لوضع خارطة طريق للانتقال بسوريا إلى نظام ديمقراطى بأقل الخسائر الممكنة''. وتشهد سوريا منذ 15 مارس الماضي مظاهرات تطالب بإصلاحات وبإسقاط النظام تقول منظمات حقوقية إنه سقط فيها أكثر من ألفي قتيل من المحتجين ورجال الأمن فيما تتهم السلطات مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.