أظهرت الخرجة الأخيرة للمنتخب الوطني الجزائري ضد المنتخب التنزاني، بأنّه هناك عمل كبير ينتظر المدرب وحيد حاليلوزيتش، الذي خيبت كل آماله في أول خرجة له أيضا مع الفريق الوطني، رغم نتيجة التعادل التي عاد بها من دار السلام، والتي لم تكن مقنعة بالشكل الذي كان يريده المدرب البوسني، كما كشف هذا اللقاء بأنه لابد من ضخ دم جديد في الفريق الجزائري، الذي يبدو أن عناصره قد انتهت مدة صلاحيتهم، مؤكدة على انتهاء هذا الجيل من اللاعبين الذين لم يعودوا قادرين على صنع الفارق في المباريات التي يلعبونها. حاول المدرب حاليلوزيتش، أن يضع لمسته على المنتخب الوطني في المباراة الماضية من خلال اللعب بطريقة أخرى، معتمدا على النزعة الهجومية ومغامرا في نفس الوقت باعتماده على أربع مهاجمين لم يتمكنوا من تجسيد المحاولات التي خلقت في اللقاء، والتي تعد النقطة الإيجابية الوحيدة التي يمكن الإشارة إليها، فالمدرب البوسني الذي اجتمع بلاعبيه مرتين على التوالي في تربص باريس وتربص سيدي موسى، أين شرع في اكتشاف العناصر التي يمكنه الاعتماد عليها مستقبلا، اتضح له بأن العديد منهم انتهى عهدهم ولا يمكنهم أن يقدموا أكثر مما قدموه لحد الآن للمنتخب الوطني، فهذا الجيل من اللاعبين الذين وصلوا إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا وكأس العالم، أصبحوا لاعبين عاديين في ظرف قصير جدا، حيث لم يتمكن أي كان منهم من أن يمضي على عقد مع إحدى الأندية الأوروبية الكبرى، والوحيد الذي استطاع ذلك على ذكر حليش، بقي في كرسي الاحتياط طيلة الموسم الذي لعبه مع نادي فولهام الإنجليزي، ونظرا لهذا الشح الذي طال عناصرنا المحترفة من الأندية الجيدة، اختار هؤلاء التوجه إلى البطولة القطرية، لينزل كل من بلحاج، زياني، بورة، ومغني تباعا على الأندية القطرية، بعد أن رفضوا كلهم في أندية أوربية، وحتى وإن اعتبر هؤلاء بأن هذه جيدة، إلا أنها لا تعرف أبدا نفس حجم المنافسة والقوة والأداء الجيد الذي تعرفه البطولات الأوروبية، فمثل هذه البطولات الخليجية في الوقت الحالي تبقى بطولات لتقاعد اللاعبين أو الذين يريدون المال أكثر من المشوار الكروي. وحتى وإن أعطى المدرب حاليلوزيتش تبريرات بأن معظم لاعبيه تنقصهم المنافسة، إلا أنه سيصطدم مستقبلا بمستوى العديد منهم، والذين لم يعطوا الشيء الكثير في اللقاءات التي لعبها المنتخب الوطني قبل هذه المباراة ضد تنزانيا، تحت إشراف سعدان وبن شيخة، رغم الفرص العديدة التي أتيحت لهم ما عدا في بعض المباريات التي عرفت تجند الجميع فيها من أجل تحقيق الفوز، إلا أنه -من جهة أخرى- قد توعد كل العناصر التي لن تكون في المستوى بالاستغناء عنها، حيث أمهلهم إلى غاية شهر ديسمبر القادم، بعد أن يلعب الفريق ضد إفريقيا الوسطى ويلعب مباراتين وديتين ضد المنتخب التونسي في 12 نوفمبر وضد فريق آخر لم يحدد بعد في 15 نوفمبر القادم، فحاليلوزيتش بدأ في تدوين ملاحظاته عن اللاعبين عقب مباراة تنزانيا، التي كانت فرصة ثمينة للبعض منهم حتى يرسموا أماكنهم مع الخضر. فهل انتهت هذه التشكيلة الوطنية فعلا، أم أنها تحتاج إلى انطلاقة أخرى لم يحققها اللاعبون ضد تنزانيا، رغم أنهم وعدوا بذلك قبل المباراة؟