بمناسبة الذكرى 112 لميلاد الكاتب الأرجنتيني ''خورخي لويس بورخيس''، أصدر المركز القومي للترجمة ترجمة عربية لكتابه ''مديح الظل'' أنجزها الدكتور محمد أبو العطا، أستاذ اللغة الأسبانية وآدابها بكلية الألسن بجامعة عين شمس. يضم هذا المجلد ما كتبه بورخيس من شعر ونثر في الفترة من 1967- 1969 وصدر في مناسبة عيد ميلاده السبعين وهو ديوانه ''الخامس''، وبحسب مقدمة أبو العطا، يمثّل الكتاب تجربة بورخيس في أوج نضجها ويعود فيه كاتبه إلى موضوعاته الجوهرية، فإذا كان الحيوان قد مات أو شبه ميت في هذا السن، كما يقول الكاتب، فإنّ الروح يبقى وتبقى الجذور وبين هذين الطرفين يوجد الظل الذي يشبه الخلود، ويشير بورخيس في مقدمة الكتاب إلى عديد من هواجسه المطروحة في نثره ونظمه، إضافة إلى موضوعي الشيخوخة والأخلاق البارزين في الكتاب. ومادة ''مديح الظل'' -بحسب المترجم- هي الزمن الذي يبلي الجسد ويبلي الإنسان، وفي قصائد أخرى يتّخذ بورخيس موقع المراقب، متردّدا بين الذاكرة والخيال ولكن من دون نبرة بكائية، بل هي أنشودة حزن ونظرة حنين إلى ما سيكون. ويكتب بورخيس مقدّمة للكتاب مشيرا إلى أنّ بعض أصدقائه طلبوا منه أن يكتب بضع نصائح أو بيانا بأسلوبه الشعري، لكنّه يؤكّد ''ليس لي أسلوب شعري لكن الزمن علّمني بعض الحيل منها تجنّب المفردات التي يعيبها الإيحاء باختلافات، إلى جانب تفادي التعبيرات الإسبانية والأرجنتينية والغريب منها وتفضيل الألفاظ المألوفة على المثيرة للدهشة، مع الوضع في الاعتبار بأنّ هذه القواعد غير ملزمة وأن الزمن كفيل بإلغائها، فهي قواعد لا تقيم أسلوبا''. يشار إلى أنّ خوروخي لويس بورخيس كاتب أرجنتيني من علامات الإبداع الأدبي في القرن العشرين، أصدر على مدار حياته حوالي ثمانين مصنّفا ما بين قصة وشعر وسرد ومقالات ودراسات إبداعية، ولد في الرابع والعشرين من شهر أوت عام 1899 بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيريس وانتقل مع عائلته عام 1914 إلى سويسرا، حيث درس هناك واطلع على الأدب الفرنسي، وعاد للأرجنتين في عام 1921 وأصدر أول عمل في 1923 بعنوان ''حمية بيونيس آيريس''، وفي عام 1955 عين بورخيس مديراً للمكتبة الوطنية الأرجنتينية وأستاذاً للأدب بجامعة بوينس آيريس، وتنوّعت كتاباته بين القصص والمقالات والدراسات ولم يكتب رواية في حياته، وتوفي في يونيو 1986 بعد إصابته بسرطان الكبد. وكان متصفح البحث ''ول'' احتفل مؤخرا بالذكرى ال 112 لرحيل بورخيس بوضع صورة تجسّد ''متاهة العقل'' عند بورخيس وتحتوي الصورة على صورة لشخص يرتدي بدلة ينظر إلى متاهة من السلالم والأبنية وأرفف الكتب، في إشارة إلى قصة بورخيس ''مكتبة بابل''. ومترجم الكتاب هو الدكتور محمد أبو العطا، أستاذ اللغة الأسبانية وآدابها بكلية الألسن، ترجم أكثر من عشرين كتابا من اللغة الإسبانية مباشرة، وله أربعة مجلدات في ترجمة الشعر من الإسبانية وإليها-.