أعلن المجلس الانتقالي الليبي، أمس، أنه سيرسل وفدا عنه إلى النيجر لمطالبة هذا البلد بتأمين حدوده ومنع أي محاولة لدخول العقيد معمر القذافي أو عائلته إلى الأراضي النيجرية.وقال فتحي باجي المكلف بالشؤون السياسية على مستوى المجلس الانتقالي أن الوفد الذي انتقل إلى النيجر ''سيجري محادثات مع رئيس النيجر ووزيره للخارجية، تتعلق بمسألة تأمين الحدود لمنع أي محاولة تسلل لجنود القذافي إلى النيجر ومن أجل منع كل محاولة لهروبه أو أي أحد من أفراد عائلته باتجاه هذا البلد''. وجاء قرار المجلس بإرسال وفد إلى النيجر بعدما راجت معلومات مفادها أن القافلة المكونة من 200 سيارة عسكرية ومدنية عبرت قبل أربعة أيام الحدود الليبية-النيجرية بهدف التوجه إلى بوركينافاسو، كانت محملة بالأسلحة والذهب. وقال فتحي باجي إنه ''في حال تأكد أنّ أفراد من عائلة القذافي ذهبوا إلى النيجر محملين بأموال وذهب فنحن نريد استرجاع هذه الأموال، كما نطالب سلطات هذا البلد بتسليمنا المسؤولين السابقين''. ويبدو أن المجلس الانتقالي الليبي، الذي كان قد شكك في أن يكون العقيد الليبي المطارد قد دخل إلى النيجر ضمن القافلة التي توجهت إلى هذا البلد، يحاول إقناع دول الجوار برفض استقبال القذافي أو أي أحد من أفراده عائلته بهدف القبض عليه وتسليمه للقضاء الليبي لمحاكمته. ويأتي تنقل وفد المجلس الانتقالي في الوقت الذي جدد فيه وزير خارجية النيجر محمد بازوم تفنيد الأنباء التي تحدثت عن دخول معمر القذافي إلى النيجر، حيث أكد فقط وصول عدة أشخاص ينتمون للنظام الليبي السابق إلى النيجر. وقال بازوم في تصريح، أمس، على هامش الندوة الدولية حول الشراكة والأمن والتنمية بين دول الميدان ''الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر'' والشركاء من خارج الإقليم ''أكذب الخبر الذي مفاده أن معمر القذافي أو أحد أبنائه موجود في النيجر''، وأكد بالمقابل ''تواجد عبد اللّه منصور أحد المسؤولين الليبيين السابقين المقربين من القذافي''. وقال إن بلاده ''ستدرس على ضوء علاقاتها الثنائية مع ليبيا إمكانية تسليم معمر القذافي للمجلس الوطني الانتقالي في حالة دخوله إلى النيجر''، وذكر رئيس دبلوماسية النيجر أن بلاده اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي مباشرة بعد سيطرته على العاصمة. بالتزامن مع ذلك، أعلن عبد اللّه كنشيل مسؤول المفاوضات عن استسلام مدينة بني وليد الصحراوية والتي تعتبر من بين آخر معاقل النظام المنهار في ليبيا أنه تم تحقيق تقدم إيجابي على مستوى هذه المفاوضات لدخول المدينة دون إراقة للدماء. وقال كنشيل إن ''المفاوضات قد نجحت ونحن في انتظار الضوء الأخضر من قبل المجلس الانتقالي لدخول بني وليد'' الواقعة 170 كلم جنوب شرق العاصمة طرابلس. وكانت هذه المفاوضات حول استسلام مدينة بني وليد انطلقت منذ عدة أيام وتعثرت بسبب رفض وجهاء المدينة الالتحاق بصفوف المعارضة الليبية سابقا والمسيطرة على شؤون البلاد حاليا بعد الإطاحة بنظام القذافي الذي لا يزال مصيره مجهولا. وأكدت تقرير إعلامية أنه ولغاية أمس لم يتم تسجيل أي معارك على أرض الميدان بمحيط بني وليد بينما انتشرت القوات الموالية للمجلس الانتقالي في الصحراء بمحيط المدينة بهدف استرجاع المدرعات التي تركها المقاتلون الموالون للقذافي. هذا الأخير الذي واصل الداعمون له التأكيد على أن معنوياته لا تزال مرتفعة، حيث قال ميشان جوبوري مدير القناة الفضائية ''الراي'' التي عكفت في الفترة الأخيرة على بث كل تسجيلات الصوتية للقذافي أنه تحدث مؤخرا مع هذا الأخير وأكد له أن ''معنوياته مرتفعة وأنه غير خائف ويسعى إلى الموت مقاتلا ضد المحتلين'' وأضاف أن ''نفس الأمر بالنسبة لنجله سيف الإسلام''. وهو ما جعل وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه يؤكد أن المساعدة العسكرية التي تقدمها فرنسا للمتمردين على نظام القذافي ستستمر حتى يتم اعتقاله، وقال ''إن تقديرنا هو أنه لا حاجة ملحة تدعو إلى الانسحاب عسكريا من ليبيا والوضع غير مستقر عسكريا''. ووفقا للوزير الفرنسي، فإن الزعيم الليبي المطارد ''حي على الأرجح'' و''لا يسعى للبقاء في البلاد'' وأن فرنسا ليس لديها ''معلومات'' عن خروج القذافي المحتمل من ليبيا.