جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس تأييده لإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة تتعايش جنبا إلى جنب مع إسرائيل كما يطالب بذلك الفلسطينيون ووفقا لخارطة الطريق. ولكن الجديد في موقف الأمين العام الاممي انه أكد هذه المرة أن قيام هذه الدولة كان يجب أن يتم منذ فترة طويلة. وقال في تصريح له أمس بكانبيرا خلال زيارته لاستراليا ''ان رؤية الدولتين التي تتيح للشعب الفلسطيني وإسرائيل العيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن هي رؤية لا تزال صالحة وأنا ادعمها بالكامل''. وأضاف ''أنا ادعم تطلعات الفلسطينيين لقيام دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة التي كان يجب ان تقوم منذ فترة طويلة''''. ويدل تصريح الرقم الأول في الأممالمتحدة على اقتناع هذه الأخيرة بالمسعى الفلسطيني الرامي إلى افتكاك اعتراف دولي بدولتهم المستقلة أثناء انعقاد أشغال الجمعية العامة الأممية الشهر الجاري. والمؤكد ان مثل هذا الموقف سيزيد في حظوظ الفلسطينيين في الحصول على مقعد داخل المنظمة الأممية وهم اللذين كثفوا من جهودهم لضمان مزيد من الدعم الدولي لتمرير مطلبهم على اقل داخل الجمعية العامة الأممية التي لا يحتاج التصويت فيها إلى حق النقض ويكفي ان تصويت ثلثي الأعضاء لتمرير أي لائحة. وفي هذا السياق أطلق الفلسطينيون أول أمس في رام الله بالضفة الغربية حملة لدعم طلبهم أطلقوا عليها اسم ''الحملة الوطنية لفلسطين الدولة ''194 كون الأممالمتحدة تضم حاليا 193 دولة. كما سلم وفد فلسطيني حل بمقر الأممالمتحدةبنيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية رسالة يطلب فيها دعم المنظمة الدولية وأمينها العام لقيام الدولة الفلسطينية. ويواصل الفلسطينيون المضي قدما في جهودهم رغم التهديد والوعيد الأمريكي بإفشال هذا المسعى في افتكاك اعتراف دولي بدولة فلسطين عبر الأممالمتحدة. وأعلنت الولاياتالمتحدة أول أمس صراحة وللمرة الأولى أنها ستستخدم حق ''الفيتو'' ضد المحاولة الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة بالأممالمتحدة. وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ان ''الولاياتالمتحدة تعارض تحركا في نيويورك من جانب الفلسطينيين لمحاولة إقامة دولة لا يمكن إقامتها إلا من خلال المفاوضات''. وأكدت انه ''في حال طرح شيء من هذا القبيل للتصويت في مجلس الأمن فإن الولاياتالمتحدة ستستخدم الفيتو''. وتناست الإدارة الأمريكية التي أثبتت فشلها مرات عدة في لعب دور الوسيط في تسوية اعقد وأقدم صراع ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل في كل العالم ان المفاوضات التي تتحدث عنها لا يمكن ان تقود إلى إقامة دولة فلسطين لسبب بسيط وهو ان إسرائيل تريد عبر هذه المفاوضات بلوغ سلام على مقاسها يخدم مصالحها وليس سلام حقيقي يقوم على مبدأ المساواة والعدالة والندية بين دولتين جارتين. ثم لو كانت واشنطن فعلا تريد التوصل إلى تسوية تفاوضية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لما انحازت إلى جانب حكومة الاحتلال على حساب إهدار مزيد من حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة. وبدلا من دعم إسرائيل في كل خروقاتها وانتهاكاتها كان الأجدر بها ان تمارس ضغوط حقيقية لإقناع حليفتها المذللة بضرورة وقف اعتداءاتها المستمرة ضد الفلسطينيين والتوقف عن سياسة الاستيطان الماضية في ابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة من اجل خلق الأجواء المناسبة لإجراء مفاوضات جادة وذات مصداقية.