أكد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر السيد لوك قناكاجا اول امس أن التصحر يمس 23 هكتارا بالقارة السمراء كل دقيقة بسبب عزوف السكان عن استصلاح الاراضي، مشيدا بالتجربة الجزائرية في هذا المجال كما، أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسي ضرورة توحيد الرؤى والاقتراحات تحضيرا للندوة العاشرة لاطراف اتفاقية الاممالمتحدة لمكافحة التصحر المزمع عقدها شهر اكتوبر المقبل وهواللقاء الذي تتوقع من خلاله دول القارة استقطاب اهتمام دول العالم حول اشكالية التصحر ورفع حجم الغلاف المالي المخصص لدعم الدول المتضررة. استغل وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى فرصة احتضان الجزائر الاجتماع الجهوي التحضيري للندوة العاشرة لأطراف الاتفاقية تحت شعار ''التضامن والإرادة لحماية الموارد الطبيعية لقارتنا في المناطق الأكثر هشاشة وتهديدا بغية الحفاظ على الأمن الغذائي لسكانها وضمان حقهم في الحياة''، ليؤكد مرة أخرى أن القارة مهددة بالتصحر مما يؤثر سلبا على الأمن الغذائي وعليه وجب على الدول الإفريقية رفع التحدي عبر المبادرة الجديدة من اجل تنمية افريقيا ''نيباد'' من خلال اللجوء الى عبقريتها الذاتية والاعتماد على قدراتها، خاصة اذا علمنا ان الفقر اليوم يهدد اكثر من مليارين من البشر. وأشار ممثل الحكومة بحضور وفود يمثلون 44 دولة افريقية ومنظمات وهيئات عالمية إلى أن مشكل ضياع الموارد الطبيعية وتدهور الأراضي والتصحر بالقارة يعد من العوامل الرئيسية لانتشار الفقر والنزاعات ما بين دول القارة، كما أن مشكل التصحر لا يحظى بالمعالجة والاهتمام اللازمين خاصة إذا علمنا أن الجفاف اليوم يمس 43 بالمائة من الأراضي الخصبة التي تمثل 70 بالمائة من النشاط الاقتصادي للقارة، وعليه دعا الوزير إلى جعل مكافحة هذه الظاهرة الشغل الشاغل لدول القارة بالنظر إلى ما تشكله من تهديد حقيقي بالعديد من دول المعمورة. وبخصوص مكافحة التصحر؛ أشار ممثل الحكومة إلى أنها مرهونة بتنفيذ الدول الإفريقية لبرامجها في مجال التنمية المستدامة بإشراك السكان المعنيين، وتمكينهم في نفس الوقت من تنسيق جهودهم والوسائل التي تتوفر لديهم، مع اكتساب المنهجيات والتقنيات الكفيلة بتعزيز أعمالهم مقترحا التجربة الجزائرية وتبادل التجارب ما بين الدول بغرض تفادي الأخطاء وربح الوقت في ''المعركة من أجل ضمان بقاء العديد من دول القارة في روح من التضامن والتعاون والمثابرة''، وبما أن الجزائر تترأس المجموعة الإفريقية كشف السيد بن عيسى انه سيتم الترافع من أجل قضية القارة خلال الاجتماع المقبل بسيول لدعوة المجموعة الدولية إلى تجاوز العقبات التي تحول دون السير الحسن للاتفاقية. ويأتي هذا الاجتماع تحضيرا للاجتماع العالي الذي يعقد مباشرة قبل انعقاد الدورة السادسة والستين للجمعية العامة في سبتمبر 2011 ، والتي تتمحور حول إيجاد الحلول لمشاكل التصحر وتدهور الأراضي، والجفاف في سياق التنمية المستدامة ومكافحة الفقر. وعن التجربة الجزائرية في هذا المجال أوضح وزير الفلاحة ان الجزائر تخصص سنويا غلافا ماليا يقدر ب 60 مليار دج مع إشراك باقي القطاعات الوزارية وسكان القرى والأرياف في مختلف البرامج الجوارية منها المشاريع التنموية الريفية المندمجة التي تسهر عليها المديرية العالمية للغابات، وفيما يخص التدخلات المستقبلية أكد ممثل الحكومة إلى وجود 32 مليون هكتار من السهوب التي تستوجب التدخل فيها منها 8 ملايين مهددة بالتصحر، وهي المساحات التي ستدخل في إطار التشجير الرعوي أوالأشجار المثمرة حسب نوعية مناخ كل منطقة. من جهة أخرى، أشار الوزير إلى فكرة مطالبة سكان الأرياف بغرس 10 أشجار زيتون للاستفادة من السكن الريفي، وهي العملية التي أثمرت عن نتائج جد ايجابية في مجال مكافحة التصحر وتثبيت السكان. من جهته؛ أشار الأمين التنفيذي لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر السيد لوك قناكاجا أن الأممالمتحدة أنشأت صندوقا خاصا بدعم الدول الإفريقية في مكافحة التصحر بقيمة 405 مليون دولار بالرغم من أنه مبلغ غير كاف، وعليه يجب دفع الدول الإفريقية إلى دعم مخططاتها وبرامجها الخاصة بمكافحة التصحر من خلال استصلاح الأراضي الفلاحية ودعم الفلاحين، علما أن 40 بالمائة من سكان القارة يقطنون في الأرياف والقرى، وهناك 750 مليون هكتار صالحة للزراعة يمكن استغلالها لتوفير الامن الغذائي.