أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالجزائر، السيد هنري نشر، أن واشنطن ترى في الجزائر شريكا استراتيجيا في مكافحة الإرهاب، واعدا في هذا الصدد بتعزيز أكبر ''لهذا الجانب من العلاقات''. وذكر باستضافة الجزائر يومي 7 و8 سبتمبر الجاري ندوة بالغة الأهمية حول مكافحة الإرهاب والتي تعكس كما قال ''جهود الجزائر الرائعة في تنظيم هذا التجمع''، حيث أظهرت تفانيها ''في العمل مع شركائها الإقليميين على مواجهة التحديات المتعددة التي تُؤجج التطرف والإرهاب في منطقة الصحراء''. وقال السفير الأمريكي في رسالة له بمناسبة ذكرى هجمات 11 سبتمبر التي استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية، أنه على مدى السنوات العشر الماضية، استجابت الدول، بشكل جماعي، للحد من خطر الإرهاب وأن حضور عدة دول في هذا المؤتمر حول الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب في الجزائر يؤكد هذا الالتزام. وأشار السيد انشر في رسالته التي تلقت ''المساء''، أمس، نسخة منها إلى أن الجزائر كانت من أولى الدول التي أعربت عن إدانتها وقدمت تعازيها الصادقة بعد أحداث 11 سبتمبر .2001 مضيفا أن العلاقات الثنائية تعززت منذ ذلك الحين، حيث تجلى ذلك في الزيارة التي قام بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى واشنطن مرتين بعد الهجمات، أولاهما في نوفمبر 2001 للتعبير عن تضامن الجزائر ودعمها. لتليها فيما بعد زيارات لمسؤولين أمريكيين على أعلى مستوى إلى الجزائر للإعراب ''عن دعمنا لكفاحنا المشترك ضد التطرف والإرهاب وفلوله''. وأوضح في هذا الصدد أنه من خلال الجهود المتضافرة للمجتمع الدولي، سنتمكن من وقف قدرات الجماعات الإرهابية على التجنيد والتدريب وتمويل أنشطتها نهائيا. وأكد أن الولاياتالمتحدة ماتزال ملتزمة ''بثبات'' بالعمل مع شركائها في جميع أنحاء العالم لمواجهة ومكافحة المتطرفين العنيفين''. وأضاف السفير إن الإرهابيين فشلوا في تحقيق أهدافهم وأن الأفراد والمجتمعات والدول أظهروا أنهم أقوى من الخوف. بعيدا عن كونهم مشلولين بسبب أعمال العنف التي يرتكبها القليل من الأشخاص، في الوقت الذي ''يُركز فيه الناس في جميع أنحاء العالم على السعي وراء طموحات أكبر لأنفسهم ولأبنائهم من خلال تحقيق مستويات أعلى من التعليم، خلق فرص اقتصادية جديدة وتحسين الأنظمة التي تحكمهم''. كما أشار السفير الأمريكي إلى أن 11 سبتمبر كان بمثابة ''يقظة لأمريكا'' رغم أنه سبق للعديد من الأبرياء في كثير من البلدان مواجهة آفة الإرهاب من قبل. مستدلا في هذا الصدد بما عانته الجزائر على وجه الخصوص خلال التسعينيات ''عندما كان الناس يعيشون في خوف مستمر من خطر العنف''. وأضاف أن العشرية السوداء خلفت مقتل أكثر من 200 ألف من الجزائريين وهو ''رقم غير مفهوم ولا مبرر له ولا ذريعة''. وبعد أن تأسف لهذا الوضع المأساوي، أوضح السفير أن ''أولئك الذين يرتكبون أعمال العنف هذه لا يزالون قادرين على تدمير الأرواح'' ولعل ذلك يتجلى في الهجمات الإرهابية المُروعة التي استهدفت أكاديمية شرشال العسكرية، حيث قدم الضحايا الأبرياء لهذه الهجمات الانتحارية -من دول عديدة- حياتهم في إطار سعيهم من أجل عالم أكثر سلامة وأكثر أمنا. وأضاف في هذا الصدد أن ''والأمر متروك لنا جميعا لمواصلة هذا السعي وهزم التطرف الذي يؤدي إلى هذا الدمار''. وختم السفير انشر رسالته بالدعوة إلى التجند والاتحاد لمنع هجمات مستقبلية وتجنب المزيد من الضحايا. مضيفا أن الذكرى العاشرة ل11 سبتمبر تعد ''مَعلماً ولحظة تتفكر فيها كل المجتمعات القوة الدائمة للروح البشرية''. وأن الإرهاب لن يسود لأنه لا دين له ولا وطن ولا مستقبل.