التصور الذي بلورته ندوة الجزائر حول الساحل سيحظى ''بدعم'' باريس أكد أعضاء في وفد برلماني فرنسي أمس، بالجزائر العاصمة، أن التصور الخاص بتنمية منطقة الساحل كما تمت بلورته مؤخرا في ندوة الجزائر الدولية حول الأمن والتنمية بين بلدان الميدان والشركاء من خارج الإقليم ''ستدعمه'' فرنسا على مستوى الاتحاد الأوروبي ببروكسل. في هذا الصدد أوضح للصحافة النائب عن الاتحاد من أجل حركة شعبية السيد أونري بانيول الذي استقبل مع الأعضاء الآخرين من الوفد من قبل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل أن ''فرنسا ستسعى لتقديم المساعدة من اجل تمرير تصوركم خلال المرحلة الهامة ببروكسل بخصوص تنمية منطقة الساحل''. وأضاف السيد بانيول أن ''فرنسا تتمنى أن تقدم أوروبا مساهمة كبيرة لاسيما على ضوء ما تم تسجيله خلال ندوة (الجزائر) ونحن مستعدون لتجسيد مكافحة الإرهاب وتنمية المنطقة من أجل القضاء على الفقر والبؤس في الساحل''. وينهي وفد البرلمانيين الفرنسيين مهمته حول الأمن في الساحل من خلال إقامته بالجزائر بعد أن زار كلا من موريتانيا والسنغال وبوركينا فاسو ومالي. كما وصف السيد بانيول المحادثات مع السيد مساهل ''بتبادل آراء شيق''، مؤكدا على ''التصور الشجاع'' للجزائر من أجل تنمية منطقة الساحل بأكملها لاسيما فيما يخص الهياكل والنقل لفك العزلة عن بلدان المنطقة. وتابع يقول ''لقد سجلنا بارتياح تطابق (وجهات النظر) حول ضرورة تبني بلدان الساحل لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي تهدد أمنهم'' مضيفا أن ''فرنسا تعد شريكا على استعداد لمساعدة بلدان الميدان''. من جانبه، أكد النائب الاشتراكي فرونسوا لونكل أن إقامة الوفد البرلماني الفرنسي في الجزائر العاصمة تتزامن مع فترة تتميز بعديد الأحداث ''الإيجابية''، مشيرا في هذا الصدد إلى تنظيم الندوة الدولية بالجزائر التي تهدف إلى ''مكافحة الإرهاب والفقر في منطقة (الساحل). وخلص في الأخير إلى أن هناك ''أهدافا مشتركة وتطابقا للرؤى'' مع بلده (فرنسا) التي -كما قال- ''تساهم في تسوية مشكل'' الإرهاب. من جهته، أشار باحث بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية السيد آلان آنتيل أن طول أمد النزاع في ليبيا يشكل تهديدا للأمن في الساحل ويتسبب في عودة جماعية لرعايا من جنوب الصحراء إلى بلدانهم الأصلية. وأوضح في مقال نشر في التقرير السنوي العالمي حول النظام الاقتصادي والاستراتيجي 2012 أصدره المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن ''هذا النزاع يهدد بشكل كبير منطقة الساحل ويتسبب في وضعية جيوسياسية غير مستقرة ومقلقة''. وحسب الباحث أدت الحرب في ليبيا إلى تسارع انتشار الأسلحة في المنطقة. ولتوضيح ذلك أشار الباحث إلى المجموعة المسلحة التي اعترضها الجيش النيجيري شمال البلد والأسلحة الليبية التي تم العثور عليها ومنها صواريخ أرض-جو وجدت بعد ذلك بين أيدي تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي. ويرى الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية أن النزاع تسبب كذلك في تنقل الأشخاص، مضيفا أن ''عودة أشخاص من جنوب الصحراء فرارا من الحرب وتعرضهم أحيانا إلى هجومات المتمردين اللبييين الذين يعتبرونهم مرتزقة يعتبر كذلك إشكالية''. وأكد الخبير في العلاقات الدولية أنه ''يوجد من بين المهاجرين الساحليين مواطنون ماليون ونيجريون وتشاديون كانوا بالجيش الليبي. وبالفعل تم إدماج توارق من مالي والنيجر خاصة في المنطقة الإسلامية الليبية التي كانت الذراع المسلح لليبيا في مختلف النزاعات''. وحذر من أن انهيار نظام القذافي سيحتم على هؤلاء الجنود -لتفادي انتقام ''السلطة الجديدة''- العودة الجماعية إلى بلدانهم الأصلية التي ستعاني من تسيير الوضع''. وذكر آلان آنتيل في هذا الصدد، بالسياق ''الهش'' الذي يشهده التشاد حاليا، سيكون من انعكاسات عودة جماعية للعمال ثم عناصر مسلحة زعزعة الاستقرار السياسي والعسكري في هذا البلد''.