يحتضن المركز الثقافي الإسلامي إلى غاية نهاية هذا الاسبوع معرضا للقرآن الكريم يحوي العديد من الكتب والمخطوطات والألواح التي تستعرض جوانب مهمة من التاريخ الإسلامي وتاريخ الأديان، خاصة بشبه الجزيرة العربية. بالمعرض عدة ألواح (ورقية من الحجم الكبير) مأخوذة من مجموعة من المخطوطات والكتب التاريخية وهي متنوعة المواضيع، منها ما يضم علاقة الأنبياء فيما بينهم كإخوة وباعتبار دينهم واحدا ينادي إلى وحدانية الخالق. يقدم المعرض الديانات السائدة في شبه الجزيرة العربية قبل البعثة، انطلاقا من الديانات الحنفية، لأبي الأنبياء ابراهيم عليه السلام. هناك الديانات اليهودية التي انتشرت في شبه الجزيرة وبلاد اليمين، كما نجد الديانة المجوسية الوثنية التي انتشرت في بلاد الفرس واليمن وشبه الجزيرة والعراق، وأيضا الديانة الصبائية التي انتشرت في معظم أرجاء الجزيرة واليمن وبلاد الرافدين، كما توجد الديانة الوثنية التي انتشرت في شبه الجزيرة وإفريقيا كمصر وبلاد النوبة (السودان) أما النصرانية فانتشرت في الحبشة والسودان وبعض مناطق الجزيرة. لقد اعتقدت أمم سابقة أن الإله يتمثل في الأصنام فنحتوها وجعلوها آلهة من دون اللّه، كما يوضح المعرض أنساب الأنبياء والرسل والأصول التي ينحدرون منها من حيث السلسلة النسبية، مع الإشارة إلى أن كل الأنبياء كانوا من العجم باستثناء 4 منهم عرب وهم هود وصالح وشعيب ومحمد خاتم الأنبياء. يقدم المعرض تفاصيل لقبيلة قريش وعلاقتها بالقبائل العربية، كما توضح اللوحة التي جسدت عليها الكعبة الشريفة أنها تتوسط مركز الأرض وهي قبلة المسلمين، تليها وثيقة تستعرض هجوم أبرهة على بيت اللّه الحرام، وهناك مولد المصطفى -صلى اللّه عليه وسلم- خاتم الأنبياء وشجرة نسبه الشريف متسلسلا. لوحة أخرى تظهر غار حراء مكان خلوة الرسول -صلى اللّه عليه وسلم- والذي شهد تعبده ونزول الوحي عليه عبر 3 مراحل هي مرحلة النزول إلى اللوح المحفوظ، والنزول إلى بيت العزة في سماء الدنيا ثم نزوله منجما ومفرقا حسب الحوادث. تم التطرق في هذا المعرض للوضع السياسي قبل البعثة وحال الأمم حينها، وطريق الرسول -صلى اللّه عليه وسلم- أثناء هجرته إلى المدينة والمحطات التي توقف بها، بالمعرض -أيضا- خطبة ''حجة الوداع'' ووصايه للمؤمنين التي تبقى خالدة. يوجد عرض لمراحل جمع القرآن انطلاقا من حياته -صلى اللّه عليه وسلم- حتى عهد عثمان بن عفان (ض) الذي كتب المصحف في زمانه، هناك لوحة خاصة بالأنبياء المذكورين في القرآن والأماكن التي بعثوا فيها. توجد خرائط عديدة توضح انتشار الإسلام في عهد الرسول -صلى اللّه عليه وسلم- وخرائط عن الغزوات وعن البعثات وعن التجارة، إضافة إلى عرض معالم توضح مساجد المسلمين على رأسها المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى. للإشارة، فقد تم التركيز على طرق انتشار الإسلام في العالم من خلال الحجج العلمية وعن طريق المعاملات والسلوك. في المعرض -أيضا- جانب مخصص للإعجاز العلمي في القرآن الكريم (علم الأحياء، علم الجماد والعلوم الدقيقة). يكتشف الجمهور الزائر للمعرض تاريخ تدريس القرآن الكريم الذي بدأ في عهد الخليفة عمر (ض) والذي طلب من عامر بن عبد الله الخزاعي (ض) جمع أبناء المسلمين لتعليمهم القرآن إلزاما جاعلا راتب هذا المعلم من بيت المال. حرص الشعب الجزائري على التمسك بهذا التاريخ وواضب على تلقين القرآن لأبنائه على مر الأجيال، خاصة في الكتاتيب بالمساجد والزوايا، ثم تطورت هذه الأماكن لتصبح أقساما منها ماهو مستقل ومنها ما بقي تابعا للزوايا والمساجد ومنها ما تحول إلى مدارس قرآنية. من جهة أخرى، يبرز المعرض الكثير من نشاطات المركز، منها المجلات التجريبية التي صدرت عن بعض فروعه بالولايات، كما يعرض أقراصا مضغوطة مسجلة خاصة بملتقيات الفكر الإسلامي وغيرها من الأنشطة. بالمناسبة، صرّح السيد سايح عبد القادر، مسير المركز، أن هذا الأخير يقدم كل ما باستطاعته للقارئ والمثقف من خلال مجموعة من النشاطات، سواء عبر المكتبة أو قاعة الأنترنت، أو من خلال المحاضرات والندوات والملتقيات، كما يطمح المركز إلى بناء الفكر الأصل وفق المرجيعة الوطنية ومبادئ الإسلام المبنية على التسامح والأخوة.