تعرض السكان الصحراويون في مدينة الداخلةالمحتلة إلى اعتداءات اقترفها مستوطنون مغاربة مدعومون بقوات الاحتلال، استمرت طيلة ليلة الإثنين إلى الثلاثاء وأسفرت عن سقوط قتيل صحراوي وإصابة 15 آخرين. واندلعت المناوشات بين شبان صحراويين ومستوطنين مغاربة إثر مقابلة لكرة القدم جرت أول أمس بين الفريق المحلي وفريق المحمدية المغربي بعد أن أقدمت مجموعة من المستوطنين على الاعتداء على شاب صحراوي، غير أن قوات الأمن المغربية وبدلا من احتواء التوتر بين الجانبين، انحازت إلى جانب المستوطنين وعملت على التنكيل بالصحراويين، وهو الأمر الذي جعل هؤلاء ينظمون وقفة احتجاجية سلمية للمطالبة بحماية دولية. وبينما أفادت وكالة الأنباء المغربية أن مناوشات عنيفة نشبت مباشرة بعد المباراة بين مناصري الفريقين مما أدى إلى مقتل عنصرين من رجال الأمن مما استدعى تنقل وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي إلى عين المكان وأمر بفتح تحقيق قضائي لمعرفة المسؤولين عن هذا الانزلاق الأمني. من جانبها، أكدت مصادر صحراوية من المدينةالمحتلة أن حوالي 12 شاحنة جنود قد دخلت المدينة لتعزيز قوات القمع المغربية في حين لا زال الوضع غامضا. غير أن تركيز وسائل الإعلام المغربية على وفاة شرطيين في المواجهات التي شهدتها مدينة الداخلةالمحتلة يبقى مقصودا والهدف منه هو إظهار عنف الصحراويين وإيهام العالم أن الشعب الصحراوي يسعى دائما إلى إثارة الفوضى. ولكن الحقيقة التي كشفتها مثل هذه المناوشات التي تندلع بين الفينة والأخرى بين المستوطنين المغاربة والسكان الصحراويين (أصحاب الأرض) عن فشل ذريع لسياسة الاستيطان التي تعمدت الحكومة المغربية انتهاجها بالأراضي الصحراوية المحتلة في محاولة يائسة للقضاء على الهوية الصحراوية. والحقيقة أن هذه المناوشات ما هي إلا مؤشر على حقيقة تمسك الصحراويين بهويتهم ورفضهم الذوبان في المجتمع المغربي، حيث حاولت السلطات المغربية فعل ذلك عبر توطين المغاربة في المدن الصحراوية المحتلة واستفادتهم من مزايا على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين. وسارعت الحكومة الصحراوية إلى إخطار الأمين العام للأمم المتحدة بالاعتداء الذي تعرض له المواطنون الصحراويون بمدينة الداخلةالمحتلة على يد مستوطنين مغاربة مدعومين بقوات الشرطة والجيش. وقال إبراهيم غالي السفير الصحراوي بالجزائر إن مدينة الداخلةالمحتلة ''تعرضت في اليومين الأخيرين إلى اعتداء سافر من طرف مستوطنين مغاربة مدعومين بأفراد الشرطة والجيش الذين نزلوا إلى الشوارع لمطاردة المواطنين الصحراويين''. وأشار إلى أن هذا الاعتداء ''الذي يدخل في إطار سياسة القمع والترهيب الممارسة من طرف المغرب خلف وفاة مواطن صحراوي وإصابة 15 آخرين من بينهم إصابات خطيرة''. وأضاف أن الحكومة الصحراوية قامت بإشعار الأمين العام للأمم المتحدة بهذا الاعتداء ولفتت انتباهه إلى ''خطورة الوضع هناك الذي يدفع ثمنها مواطنون صحراويون عزل'' وأكد أن ''الوقت قد حان لأن تتحمل الأممالمتحدة مسؤولياتها كاملة وأن تتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية الشعب الصحراوي الذي يتعرض لشتى أنواع الاعتداء والانتهاك في المناطق المحتلة من أرضه''. وفي هذا السياق، أعرب الدبلوماسي الصحراوي عن أمله في أن يولي الأمين العام الأممي بان كي مون هذا الموضوع ''الأهمية التي يستحقها''، كما كشف غالي عن وجود وفد صحراوي بنيويورك ''سوف يتدخل أثناء انعقاد اللجنة الرابعة الأممية الخاصة بتصفية الاستعمار للمطالبة بالإسراع في إيجاد حل نهائي لهذا النزاع بما يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير عبر استفتاء حر وديمقراطي''.