صدر مؤخرا عن منشورات الأنيس كتاب ''تاريخ منطقة جيجل قديما وحديثا'' لمؤلفه علي خنوف، منطقة جيجل منطقة استراتيجية حساسة على الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وقد كانت دائما في قلب الأحداث التاريخية، لها تأثيرا في المنطقة، بل تنعكس أحداثها ليس فقط على الجزائر وإنما على المغرب العربي كله، فكيف تناول المؤلف هذا الموضوع، وأين وضع منطقة جيجل من الحدث التاريخي القديم والحديث؟ هذا ما ينقلنا إليه المؤلف في هذا الكتاب. يبقى التاريخي دائما بوابة للمعرفة، فمنه ننهل معارفنا ونضيف لها ونؤسس لإضافات أخرى على ما أنجزناه، فكل شيء تحقق في الماضي يدخل تحت مظلة التاريخ سواء كان سلبا أو إيجابا، هذا يشمل إلى جانب حياة الفرد الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، والكتاب الذي هو بين أيدينا يحاول تقريب هذه المراحل التاريخية سواء القديمة منها أو الحديثة وإضاءة بعض الزوايا التي لم تشملها الانارة التاريخية بالبحث والدراسة. ''تاريخ منطقة جيجل قديما وحديثا'' أقرفي مستهله المؤلف علي خنوف بندرة المراجع وشحها، فقال في مقدمة كتابه هذا ''.. النصوص التاريخية فيما يخص منطقة جيجل شحيحة، إن لم أقل نادرة، بالنسبة لكافة العهود استثناء العهدين العثماني والفرنسي''. الكتاب، كما وصفه المؤلف، كتاب منطقة وليس ''جهة'' وهذا ما جعله يؤكد كم من مرة في مقدمته على هذه النقطة قوله ''لم أقصد من الرغبة في الكتابة عن تاريخ المنطقة أية أغراض جهوية مقيتة''. استهل الأستاذ علي خنوف كتابه بالحديث عن موقع المنطقة، منطقة - جيجل- الجغرافية التي تمتد شرقا من مصب وادي بوغريون وسط خليج بجاية إلى رأس العشايش غرب مدينة القل، ومن جبال البابور جنوبا إلى سفوح جبال سيدي ادريس شمال لقرارم. كما تعرض المؤلف إلى سكان المنطقة قبل الاحتلال الفرنسي مستشهدا بالمصادر الفرنسية، كما تناول في هذا الجانب الأعراش والقبائل. أما الفصل الثاني من الكتاب، فقد تناول فيه الكاتب منطقة جيجل في العهود القديمة، ماقبل التاريخ، العهود التاريخية، العهد الفينقي والعهد الاسلامي. الفصل الثالث من الكتاب تناول فيه المؤلف بالدراسة والتحليل منطقة جيجل خلال العهد العثماني، العوامل الداخلية والخارجية لدخول العثمانيين، تحرير بجاية، جيجل النواة الأولى للعهد العثماني، امتداد نواة العهد العثماني إلى مدينة الجزائر، جيجل عاصمة للقطر الجزائري، جيجل بعد رحيل خير الدين، الأحداث التي سبقت الاحتلال الفرنسي لجيجل، احتلال جيجل، تحرير مدينة جيجل، ثورة ابن الأحرش، الحياة الاقتصادية للمنطقة في نهاية العهد العثماني، الحياة الفكرية والاجتماعية والحضارية. أما الفصل الرابع من الكتاب، فقد تناول الاحتلال الفرنسي من 1839 إلى 1900م، وقسمه إلى ثلاث مراحل. الكتاب كما جاء في التعريف به من قبل الناشر، يتناول بالدراسة والتحليل منطقة جيجل قديما وحديثا، وهو يشكل بحثا تأسيسيا لتاريخ المنطقة بشكل مفصل، والرؤية الكلية لتاريخ المنطقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. الكتاب من القطع المتوسط ويتوزع على 238 صفحة بالمراجع والمصادر والخرائط والصور والفهرست.