تواجه ولاية تيزي وزو لليوم الخامس على التوالي أزمة الحليب، حيث تفتقر أسواق ومحلات الولاية لهذه المادة بسبب شن عمال ملبنة ذراع بن خدة إضرابا عن العمل منذ الأحد، ما ترتب عنه أزمة حادة في حليب الأكياس. وعادت أزمة الحليب لتظهر مجددا بولاية تيزي وزو بعد تلك التي شهدتها بداية السنة بسبب ندرة المادة الأولية (المسحوق)، حيث سجلت مختلف مناطق الولاية -لاسيما النائية منها- نقصا فادحا في حليب الأكياس لما يقارب الأسبوع، ليتكرر مرة أخرى سيناريو أزمة حليب الأكياس، لكن هذه المرة بسبب دخول عمال الملبنة في إضراب للمطالبة باستعادة الدولة لهذه الوحدة، حيث يعتبر العمال هذا المطلب كحل نهائي للمشاكل المختلفة التي يواجهها هذا المصنع ونحو 360 عامل منذ 3 سنوات تقريبا من خوصصة هذه الوحدة، حيث عبروا عن قلقهم من خوصصة أدوات الإنتاج على اعتبار أن صاحب المصنع لم يعر أي اهتمام ولم يقم بإصلاح الأجهزة المعطلة، كما أن إدارة الملبنة ترفض استقبال ممثلي المحتجين للحوار. ومن جهته؛ ذكر مصدر من إدارة الملبنة، ذكر أن الإدارة مستعدة كل الاستعداد لفتح الحوار مع المحتجين رغم فوات الأوان، حيث كان الأجدر بهم مناقشة أوضاعهم دون اللجؤ إلى الاحتجاج الذي لم ينظم وفقا للقانون الذي يضمن حق الإضراب، حيث لم يقدموا إشعارا بالإضراب ولا لائحة مطالب يتم فتح الحوار بناء عليها. وأضاف المتحدث أن العمال قد سبق وأن استفادوا من عملية رفع الأجور بنحو 30 بالمائة، علما أن الأجر الأدنى يقدر ب27 ألف دج، وفي رده على اتهام المحتجين بشأن إهمال إصلاح أدوات الإنتاج، أشار نفس المصدر إلى أن صاحب المصنع قد استثمر في ظرف 4 سنوات نحو 400 مليون دج، خاصة فيما يتعلق بورشة إنتاج الياغورت وأن الأجهزة المتوقفة وغير المستغلة تخضع لأشغال الصيانة لا أكثر. كما تطرق ذات المتحدث إلى مسحوق الحليب، حيث قال إن ملبنة ذراع بن خدة تنتج 300 ألف لتر من الحليب يوميا، علما أن الديوان الوطني المهني للحليب ''اونيل'' يمنح نحو 830 طن من المسحوق لضمان إنتاج 265 ألف لتر يوميا إنتاج غير كاف، لتلجأ بذلك الملبنة إلى استيراد كمية إضافية من المسحوق لضمان إنتاج الكميات الكافية لتلبية احتياجات الولاية من الحليب والولايات التي تمول به انطلاقا من إنتاج هذه الوحدة، وقال إن الملنبة تخضع لمراقبة الديوان الوطني المهني للحليب وكذا لمديرية التجارة للولاية فيما يتعلق باستغلال حصتها من المسحوق لإنتاج حليب الأكياس. للإشارة، فقد تنقلت لجنة تابعة لمفتشية العمل إلى الملبنة من أجل التحاور مع طرفي النزاع والعمل على إيجاد حل للمشكلة التي ترتب عنها افتقار أسواق ومحلات الولاية للحليب، في حين أكدت مديرية التجارة ل''المساء''، أن الأزمة وليدة صراع بين العمال والإدارة ولا علاقة له بالمادة الأولية.