تشهد محلات بيع الحليب ومشتقاته في مدن وبلديات ولاية تيزي وزو ندرة على غرار مختلف الولايات حادة في حليب الأكياس منذ أكثر من شهرين، وتفاقمت الأزمة أكثر خلال أيام العيد، حيث أضحى المواطن يقطع مسافات طويلة للوصول إلى نقاط البيع وفي ساعات مبكرة من أجل الظف ر بكيس من الحليب وبسعر خيالي وصل حتى60 دج للكيس الواحد·· كما اشتكى التجار والمواطنون على حد سواء من نقص هذه المادة الضرورية، ما دفع بالكثيرين إلى شراء علب الحليب المجفف وبأسعار باهظة؛ حيث وصل سعر العلبة إلى ما يزيد عن 270 دج، بالنظر إلى الطلب الكبير على هذه المادة· وشهدت مختلف بلديات الولاية مؤخرا إضطرابا واضحا في التزود بمادة الحليب في مختلف محلات المواد الغذائية، لا سيما خلال يومي العيد حيث تحولت هذه المحالات إلى ساحات لتبادل الشتائم بين المواطنين وصلت في غالب الحالات إلى الشجار، من أجل الحصول على كيس حليب، الأمر الذي تطلب في بعض نقاط البيع تدخل عناصر الأمن لتنظيم عملية التوزيع، فيما لجأ المواطن إلى التزود بالحليب المجفف الذي وجده وسيلة مثلى لتعويض حليب الأكياس في انتظار توفر هذه المادة· وصرح أحد التجار الذي التقته ''الجزائرنيوز''، أن ندرة الحليب التي تشهدها الولاية سببها نقص الإنتاج في وحدة ''ذراع بن خدة'' بالولاية، الأمر الذي أدى إلى خلق حالة من اللاتوازن بين العرض والطلب· موزعو الحليب مستاءون·· وتلاعبات بعضهم زادت الأزمة حدة لعل الزائر لمدينة ذراع بن خدة، 11 كلم غرب مدينة تيزي وزو· قد يندهش للوهلة الأولى وهو يرى الطوابير الكبيرة من الشاحنات الخاصة بتوزيع مادة حليب الأكياس والمتوقفة أمام ملبنة ذراع بن خدّة، في أجواء تسودها فوضى عارمة، تكون في الكثير من الأحيان سببا في نشوب مشادات حادة بين هؤلاء الموزعين، في ظل الأزمة الخانقة التي تعصف بسوق مادة حليب الأكياس في الولاية، وكذا نقص التنظيم على مستوى هذه الملبنة حيث أكدوا من خلال تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' أن الأمور تتفاقم من يوم إلى آخر دون أن يسجلوا أي التفاتة إيجابية من السلطات المعنية من أجل تسوية الوضع واحتواء الأزمة، والتحكم من جديد في عملية إنتاج وتوزيع هذه المادة في إطار قانوني أكثر صرامة وتنظيما، وبالأخص أمام التجاوزات التي يفرضها بعض الموزعين في المنطقة والذين ساهموا إلى حد بعيد في الإضطراب الشديد الذي تشهده هذه المادة، إذ يتعمدون بيع هذه المادة في الطرقات لبعض الأشخاص قبل وصولها إلى نقاط توزيعها كمحلات المواد الغذائية، الوضع الذي أدى إلى خلق سوق سوداء لبيع مادة الحليب، هؤلاء الأشخاص هم من يقف وراء الارتفاع المذهل لأسعار الحليب بسبب هذه المضاربة التي فرضوها في مختلف مناطق الولاية· عمال ملبنة ذراع بن خدة يطالبون السلطات باسترجاع المؤسسة من القطاع الخاص وفي ظل كل هذه المشاكل التي تعرفها ملبنة ذراع بن خدة والتي مست بالأساس شؤون التنظيم والتسيير، طالب عمال هذه الأخيرة السلطات المعنية بالتدخل العاجل للقضاء على الأزمة قبل أن يجد المئات منهم أنفسهم مرميين في الشارع بدون عمل، كون الملبنة التي تم بيعها للقطاع الخاص قبل 3 سنوات أصبحت اليوم مهددة بالغلق بسبب عوائق متعددة منذ ما يزيد عن 4 أشهر، حيث أكدوا أن مخاوفهم هذه تزداد يوميا بعد اتساع دائرة الأزمة واستمرار عجز المسيرين على احتوائها، خصوصا وأن مشكلة نقص المادة الأولية لإنتاج الحليب بدأت تتلاشى تدريجيا في السوق الوطنية دون أن يسجلوا أي تغيير إيجابي على مستوى هذه الشركة التي تبقى كمية إنتاجها ضئيلة جدا مقارنة بالإقبال الكبير من طرف السكان، كما أشاروا إلى أن هذه المشاكل لحقت فقط بملبنة ذراع بن خدة في الوقت الذي تشهد فيه عملية إنتاج حليب الأكياس سيرورة عادية في المؤسسات المختلفة المتواجدة عبر التراب الوطني كملبنة ''بودواو'' التي تغطي حاليا حوالي 50% من احتياجات سكان ولاية تيزي وزو·