تسبب الإضراب الذي شنه موزعو الحليب منذ ما يقارب الأسبوع في ولاية تيزي وزو، في حدوث أزمة حادة في مادة حليب الأكياس، الحركة الاحتجاجية جاءت من أجل المطالبة من المشرفين على ملبنة ذراع بن خدة بضرورة إعادة جدولة مواقيت تمويلهم بهذه المادة· عادت بوادر أزمة الحليب تظهر إلى الوجود في ولاية تيزي وزو بعد تلك التي شهدتها بداية السنة بسبب ندرة المادة الأولية، حيث سجلت مختلف مناطق الولاية لاسيما النائية منها نقصا فادحا في حليب الأكياس لما يقارب الأسبوع· وحسب ما صرح به أحد المحتجين ل ''الجزائر نيوز''، فإن هذه الأزمة ترجع أساسا إلى سوء التسيير الذي طال ملبنة ذراع بن خدة، مؤخرا، والمجسد في عجزها عن ضبط جدول خاص لساعات تمويلهم بالحليب، مؤكدين أن المواقيت الحالية المحددة من طرف إدارة الملبنة برمجت دون مراعاة أي أساس في ذلك وبطريقة عشوائية كذلك، لا تخدم مصلحة الموزعين الذين -حسبه- يقضون عدة ساعات، من الساعة الخامسة صباحا، في طوابير طويلة أمام الباب الرئيسي للملبنة من أجل الحصول على هذه المادة· وفي غالب الأحيان يطول انتظارهم إلى غاية منتصف النهار، يضيف محدثنا، وهو التوقيت الذي لا يسمح بتوزيع هذه المادة على المحالات التجارية خصوصا مع الحرارة الشديدة التي تميز المنطقة في هذه الآونة، وتسببت في الكثير من الحالات· وبالرغم من تجهيز شاحناتهم بمبردات خاصة، إلا أن ذلك لم يشفع من تعرّض الحليب إلى الفساد، لطول المسافة التي يقطعها بعض الموزعين جراء بُعد بعض المناطق· وعلى صعيد آخر، أكد المحتجون أن تعليق إضرابهم يتعلق، وبالدرجة الأولى، باستجابة إدارة هذه الملبنة للائحة المطالب التي رفعوها إليها بغية تكريس سياسة فعالة إزاء الموزعين من شأنها أن تضمن لهم الشروط اللازمة من أجل مزاولة عملهم في جو يخدم مصلحة الطرفين دون إقصاء أي واحد من ذلك، كما هو الحال عليه اليوم، مشيرين إلى الصمت اللامبرر الصادر من المشرفين على تسيير شؤون هذه الملبنة تزيد من الأمور تعقيدا، وتضع سكان هذه المناطق في عناء دائم بسبب رحلتهم الطويلة من أجل الحصول على هذه المادة الحيوية التي لا يقدرون الاستغناء عنها·