جدد الاتحاد الأوروبي دعمه للجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من طرفي النزاع الصحراوي والذي من شأنه أن يضمن لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير مصيره في سياق ترتيبات تتماشى مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة. وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي قبل التصويت على لائحة حول الصحراء الغربية بلجنة تصفية الاستعمار بنيويورك مؤخرا أنها تشجع طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب على العمل للوصول الى هذا الحل في إطار الأممالمتحدة والجهود التي يذلها موفد الأمين العام الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس. وحث الاتحاد الأوروبي الجانبين على التعاون مع مكتب مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين بخصوص تنفيذ تدابير بناء الثقة معربا في الوقت نفسه عن قناعته من أن ''التقدم بشأن هذه القضايا يمكن أن يساعد على تحسين الأجواء للعملية السياسية''. وفي الوقت الذي تكرست فيه القناعة بضرورة التوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره أكد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز في كلمة بمناسبة إحياء الذكرى 36 لإعلان الوحدة الوطنية الصحراوية ان هذه الأخيرة ''كرست ذلك الإجماع وتلك اللحمة التي تجمع الصحراويين أينما كانوا لتحقيق أهدافهم النبيلة''. وقال إن ''الوحدة الوطنية عامل أساسي ساهم في تحرير وبناء الدولة الصحراوية وإفشال مخططات الاحتلال المغربي الرامية إلى تمزيق الشعب الصحراوي وضرب وحدته الوطنية''. كما استنكر الرئيس الصحراوي ''أعمال القمع التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد المواطنين الصحراويين في المناطق المحتلة''. وقال ''ان الانتفاضة بالمناطق المحتلة شكلت خيارا استراتيجيا بارزا في مسيرة المقاومة والكفاح طيلة مراحل تاريخ شعبنا''. وبينما ذكر بجذور المقاومة الصحراوية منذ الاحتلال الاسباني أشار الأمين العام لجبهة البوليزاريو ان موقف الطرف الصحراوي ''يتلخص في أنه ليس هناك أي طرف يمكنه أن يقرر نيابة عن الشعب الصحراوي وانه الوحيد المخول له في أن يبت في مسألة السيادة على الصحراء الغربية''. ووصف الرئيس عبد العزيز الاحتفالات بذكرى الوحدة الوطنية ب''الحدث التاريخي المتميز'' الذي ''يستحضر أولويات المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليزاريو''. حيث أكد على ''ضرورة مواجهة بعض المخاطر المحدقة التي تتهدد المجتمع في وجوده وخصوصا منها تلك المتعلقة بالنقص الملحوظ في وتيرة النمو السكاني''. وقال في هذا الصدد ''إذا كانت الأمم والشعوب تسن القوانين وتضع الخطط حسب احتياجاتها وأوضاعها الديمغرافية فقد أصبح جليا اليوم أن تكاثر المجتمع الصحراوي هو قضية مصيرية ولا بد من إعطائها أولوية في السياسات والخطط التي ستعتمدها الدولة الصحراوية حاضرا ومستقبلا''. وجدد ''استعداد الحكومة الصحراوية للتعاون مع جهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي للتوصل إلى الحل العادل والدائم لقضية الصحراء الغربية'' مدينا في الوقت نفسه ''أعمال القمع والترهيب المتواصلة'' و''عمليات نهب الثروات الطبيعية الصحراوية'' و''تكثيف الاستيطان وفرض الحصار على المواطنين الصحراويين'' والذي ''يتجلي في أبشع صوره من خلال الجدار العسكري المغربي''. من جانبهم دعا أعضاء المجلس الاستشاري الصحراوي في ملتقى نظم في إطار إحياء الذكرى ال36 لإعلان الوحدة الوطنية الصحراوية والذكرى الأولى لملحمة مخيم اكديم إيزيك ''إلى تكاثف والتفاف الشعب الصحراوي بكل أطيافه حول جبهة البوليزاريو''. كما دعوا المجموعة الدولية وفي مقدمتها منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ''التدخل الفوري والعاجل لوقف الانتهاكات التي تطال الشعب الصحراوي الأعزل بالمناطق المحتلة والسعي بجدية لضمان حقوقه في تقرير مصيره''. لكن ذلك لم يمنعهم من توجيه دعوة أخرى ''لمواصلة النضال على كافة المستويات من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي وتحقيق الاستقلال التام''. وفي سياق النشاطات التي نظمت بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال36 للوحدة الصحراوية احتضنت مخيمات اللاجئين بتندوف حفلا ثقافيا بمناسبة صدور كتاب يحمل عنوان ''إشعار بالحياة ... شذرات من يوميات سجين سياسي'' للمعتقل السياسي الصحراوي سعيد مصطفى الخير البيلال. وقالت وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي ان هذا الكتاب يعبر عن معاناة السجين رقم 33190 في زنزانات الاحتلال المغربي ضمن مجموعة من الفصول الهامة التي تحمل عناوين مختلفة.