نيويورك (الأممالمتحدة) - توجت أشغال اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار يوم الاثنين بنيويورك بالمصادقة على عدة مشاريع لوائح لاسيما مشروع لائحة يؤكد مجددا حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في الصحراء الغربية. كما تمت المصادقة على مشروع قانون تعلن فيه الجمعية العامة فترة 2011-2020 العشرية الدولية الثالثة لتصفية الاستعمار. و كانت المصادقة على اللائحة الخاصة بالصحراء الغربية متبوعة بالإعلان عن جولة سيؤديها المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية كريستوفر روس في المنطقة ابتداء من 18 أكتوبر الجاري بغية التوصل إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية. و خلال جولته بالمنطقة سيجري روس مشاورات مع طرفي النزاع المتمثلة في جبهة البوليزاريو و المغرب و مع الدول المجاورة الجزائر و موريتانيا و ذلك تمهيدا لسلسلة المقبلة من الاجتماعات اللارسمية المقررة في نوفمبر 2010. و خلال اليوم الأخير من النقاشات في إطار اللجنة الأممية لتصفية الاستعمار جددت العديد من الدول دعوتها الملحة للتوصل إلى "حل سياسي عادل و مستديم و يقبله الطرفان" الذي يسمح بضمان حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. و اشار السفير الدائم للجزائر بمنظمة الأممالمتحدة مراد بن مهيدي إلى انه في إفريقيا يظل الشعب الصحراوي يترقب إمكانية ممارسة حقه في تقرير المصير في ظروف النزاهة و الحرية و الشفافية المضمونة دوليا. و فيما يخص هذه النقطة تأسف يقول أن القضية الصحراوية مسالة تصفية استعمار "لم يستكمل مسارها على أكمل وجه". و قال أن الدول الإفريقية المجتمعة ضمن منظمتهما الإقليمية و منظمة الأممالمتحدة عملت بثبات على استرجاع حقوق الشعب الصحراوي كاملة غير منقوصة مضيفا انه "هنا يكمن كل المغزى الحقيقي لرسالة الاتحاد الأفريقي الذي أراد توجيهها عند إعلان سنة 2010 سنة السلم في إفريقيا". و في إطار تمسكه المنسجم و المستمر لحل عادل ومستديم يسمح ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير دعا "الاتحاد الإفريقي الذي يتحمل مسؤولياته كاملة إزاء الوضع في الصحراء الغربية الى تكثيف الجهود قصد تنظيم استفتاء لتمكين الشعب الصحراوي من الاختيار بين خيار الاستقلال أو خيار الضم الى المملكة المغربية". و أشار ممثل الجزائر إلى أن الجزائر الوفية لتاريخها و التزاماتها إزاء إفريقيا و المجتمع الدولي تؤكد من جديد "تضامنها الأخوي و التام و الكامل مع الشعب الصحراوي مع ضمان دعمها الثابت لاسترجاع حقوقه المشروعة لاسيما حق اختيار بكل حرية لمصيره من خلال تنظيم استفتاء يمكنه من ممارسة حقه الثابت في تقرير المصير. مستشهدا باللائحة رقم 1754 المصادق عليها سنة 2007 من قبل مجلس الأمن التي تهدف الى بعث المفاوضات "دون شروط مسبقة" قصد إخراج النزاع في الصحراء الغربية من وضعية الانسداد أشار بن مهيدي الى ان هذه اللائحة تعتمد على توازن يتطلب منح نفس القدر من الاهتمام لاقتراحات المغرب و جبهة البوليزاريو. و بهذا الصدد اكد انه من المعروف ان اختلافات في تاويل مغزى المفاوضات سيطرت على كافة الجهود خلال الجولات الأربعة الأولى من المفاوضات الرسمية. و قال انه على غرار المجتمع الدولي "رحبت الجزائر باستئناف في اوت 2009 و فبراير 2010 للمحادثات الغير رسمية التحضيرية الرامية قبل الشروع في مفاوضات رسمية جديدة الى تجاوز تباين وجهات النظر الممكن تحقيقه منذ ان تعهد الطرفان (المغرب و جبهة البوليزاريو) في البداية ببلوغ هدف التوصل الى حل سياسي عادل و مستديم و يقبله الطرفان يسمح بضمان حق تقرير المصير للشعب الصحراوي". و ذكر بن مهيدي أن الجزائر شاركت في هذه المحادثات "بصفة بلد ملاحظ و جار طبقا للشروط المرجعية للأمين العام و انضمت اليها و هي واعية كل الوعي بمسؤولياتها إزاء شعوب المنطقة و واثقة من أن تحقيق مسعى السلم في الصحراء الغربية يخدم مصلحة الجميع". و أوضح أن "الجزائر ستستمر في تقديم مساهتمها لتطهير الجو الذي يميز المفاوضات بين طرفي النزاع و دعم الأمين العام و مبعوثه الشخصي في جهودهما الهادفة إلى ترقية حل توافقي يتطابق مع مبدأ الأممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار". و في هذا الشأن أكد أن الجزائر تجدد التزامها بمواصلة تقديم دعمها لتطبيق الإجراءات التي تسمح ببعث الثقة بين الطرفين و تجدد نداءها لمنظمة الأممالمتحدة و أعضاء المجتمع الدولي قصد توسيع مجال مراقبة حقوق الإنسان. و خلال النقاشات المتعلقة بمسألة تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية تأسف السفير الدائم لجنوب إفريقيا باسو سانغكو لكون الأممالمتحدة بقيت 50 سنة بعد موافقة الجمعية العامة على الإعلان المتعلق بمنح الاستقلال للبلدان و الشعوب الاستعمارية تتخبط في مداولات غير منتهية حول "العبء المخزي للاستعمار". و أضاف أن الوعد المتضمن في الميثاق و الإعلان لم يتم احترامه كليا فيما يتعلق بافريقيا بالنظر إلى الوضع في الصحراء الغربية "آخر مستعمرة في افريقية". و أكد بأن جنوب إفريقيا منشغلة بمواصلة الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية من قبل المغرب مذكرا بآراء محكمة العدل الدولية و المستشار القانوني للأمم المتحدة اللذين رفضا الادعاءات الإقليمية للمغرب بشأن الإقليم. و أعرب عن "انشغاله" بمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية لا سيما تلك المرتكبة بحجة مكافحة الإرهاب داعيا في هذا الشأن المحافظة السامية لحقوق الإنسان إلى دراسة هذه الانتهاكات "بشكل متمعن". و أضاف "نستغرب لاستمرار سياسة الكيل بمكيالين في حين يتم إدانة الفظائع في العديد من مناطق العالم و يتم التزام الصمت بشأن تلك المرتكبة في الصحراء الغربية" مدينا كل استغلال للموارد الطبيعية للصحراء الغربية الذي وصفه ب"غير الشرعي". و فضلا عن الممثل الدائم للاكوادور بمنظمة الأممالمتحدة دييغو موريخون الذي أكد حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره جدد ممثل زامبيا مويانبو سيبانغون دعمه لمخططات الاتحاد الإفريقي و الأممالمتحدة المتعلقة بالصحراء الغربية آملا أن تتمكن جهود اللجنة من تعجيل العملية المؤدية إلى ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير مصيره. و من جهته تأسف سفير أوغندا لدى الأممالمتحدة روهاكانا روغوندا لكون الصحراء الغربية آخر إقليم من القارة الإفريقية لم يتم بعد استكمال تصفية استعماره. و في هذا الصدد أكد بأن بلده يدعم الحق الثابث للشعب الصحراوي في تقرير مصيره معربا عن انشغالاته بالانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية. و من جهة أخرى طلب من المغرب مباشرة مفاوضات بناءة تفتح المجال لاستفتاء لتقرير المصير مجددا تأكيده على الدعم الكامل لبلده لكافة الجهود الدولية الهادفة إلى القضاء على كافة أشكال الاستعمار.