تطرق العدد الأخير من مجلة ''الجيش'' الى أحداث 17 أكتوبر 1961 وما خلّفته الحملة الهمجية الشرسة للاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين في باريس، والتي أسفرت حسب بعض المصادر عما يقارب 300 شهيد وعدد مماثل لقوا حتفهم غرقا و50 آخرين قتلوا رميا بالرصاص. واصفا هذه الذكرى بيوم الخجل في تاريخ فرنسا الاستعمارية. وجاء في افتتاحية المجلة في عددها 579 لشهر أكتوبر 2011 أن الجزائر دفعت الغالي والنفيس من أجل استرجاع استقلالها وحريتها، وهي بذلك عجّلت مسار تصفية الاستعمار في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم. الى جانب الإشارة لمساعي فرنسا الاستعمارية لتجنيد كل إمكانياتها الحربية في التراب الجزائري بغية تحقيق أهدافها الاستراتيجية، مكثفة في ذلك ضغطها العسكري على حركة التحرير الوطنية. كما أوردت المجلة أن هذه النوايا الاستعمارية تترجم حقيقة تاريخية مهمة هي السّعي بشتى الوسائل والطرق لكبح كفاح الشعب الجزائري والغاء دوره في ترقية الشعوب التي كانت خاضعة للاستعمار البغيض. وتناولت المجلة بشكل مستفيض حيثيات 17 أكتوبر 1961 الذي سجّل خروج آلاف المهاجرين الجزائريين الى شوارع العاصمة باريس في مظاهرة سلمية احتجاجا على قرار حظر التجول الذي اقتصر عليهم دون غيرهم، بهدف عرقلة نشاط فدرالية جبهة التحرير الوطني التي أخذت على عاتقها مهمة خوض غمار الثورة انطلاقا من الأراضي الفرنسية منذ أوت .1958 مشيرة الى الصدى الكبير الذي حققته تلك المظاهرات التي تواصلت بانضمام الآلاف من العمال عبر كافة المدن الفرنسية من ''دانكيرك'' بالشمال الى جنوب مرسيليا وما جاورها من مدن فرنسية أخرى وهذا تضامنا مع إخوانهم الجزائريين. واعتبرت المجلة هذه الأحداث التي تحتفل بها الجزائر، تخليدا وتكريما للجالية الوطنية بالمهجر بالنظر لما قدمته من تضحيات جسيمة كانت دافعا قويا للثورة خارج حدودها الإقليمية وما ساهمت به من تطورات على الصعيد السياسي والدبلوماسي. ومن جهة أخرى تم التطرق الى الندوة رفيعة المستوى حول الشراكة في مجالي الأمن والتنمية، حيث كان التركيز على مبادرة من بينها الجزائر الداعية الى ضرورة مواجهة تهديد الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوية وبصفة جماعية. وتضمنت المجلة ''الجيش'' العديد من المواضيع والملفات والروبورتاجات الميدانية حول دفع الشراكة وجهود الأمن والتنمية وتعزيز الأمن بالحدود الجنوبيةالشرقية إضافة لمواضيع سياسية واجتماعية وثقافية وأخرى تخص التكوينات التي تضمنها المؤسسة العسكرية.