كشف البروفيسور سليم بن خدة رئيس الجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني ل''المساء'' على هامش المؤتمر التاسع للجمعية أمس بفندق الشيراطون أن هذا المرض يمس نحو 35 بالمائة من الجزائريين البالغين 18 سنة فما فوق، وأضاف أن 50 بالمائة من الأشخاص البالغين 50 سنة فما فوق يعانون من ارتفاع في الضغط مؤكدا أن هذا المرض ''القاتل الصامت'' كما يوصف عادة يُعدّ الآن أخطر الأمراض المزمنة التي تهدد الصحة العمومية في الجزائر. كما أكد المختصون في الأمراض الداخلية والقلب وأمراض الكلى المشاركون في هذا المؤتمر أن هذا المرض يزحف بصمت على عدد كبير من الجزائريين الذين أصبحوا معرضين للإصابة به لأسباب عديدة ما لم يتخذوا الاحتياطات الوقائية اللازمة. ويرجع البروفسور سليم بن خدة رئيس الجمعية أسباب انتشار هذا المرض ومنه الأمراض المزمنة على غرار الضغط الشرياني، السكري، البدانة وأمراض القلب إلى ''تغيير نمط المعيشة وتقليد النمط الغربي المبني على الخمول وقلة الحركة، ناهيك عن الأكل السريع المشبع بالدهون''. ويلفت المتحدث الانتباه الى ضرورة حماية المستهلك،'' بقوله: نحن كأخصائيين نشير إلى أهمية حماية المريض ولكن لا بد من حماية المستهلك في المقام الأول، بمعنى أن أغلب الأمراض المزمنة تبدأ في الصغر خاصة إذا علمنا أن دراسة أجراها الدكتور صاري عضو في جمعيتنا في 2005 كانت قد أظهرت أن 14 بالمائة من المراهقين في الجزائر مصابون بالبدانة، وهذا لأسباب ترجع بالدرجة الأولى إلى نظام الأكل غير الصحيح والاستهلاك المفرط للأغذية الحلوة والمالحة وقلة الحركة، ويضيف أشير هنا الى ان الطب الوقائي يأتي بنتائج مذهلة إذا ما تدعم بنصوص تشريعية، وضرب مثالا بالبلدان الاسكندينافية التي شرعت أنظمة صارمة لحماية المستهلكين من خطر النظام الغذائي الخاطئ ومنه منع المشروبات الغازية والسكريات ورقائق البطاطس (شيبس) في المدارس وكان لهذا المنع أثر ايجابي في تصحيح الأنظمة الغذائية للأطفال ولأجيال بأكملها''. واعترف البروفسور بن خدة، بأن نسبة الإصابة بهذا المرض القاتل ''تشهد ارتفاعاً مستمراً ومقلقاً'' لاسيما وأن الإصابة به تأتي غير مصحوبة بأعراض معينة، مما يؤدي إلى نهش الشرايين وأعضاء حيوية كالقلب والدماغ والكلى، ويفضي فيما بعد إلى الشلل والإعاقات الحركية والسكتات القلبية والدماغية. علما ان من أسباب الإصابة أيضا هناك العوامل الوراثية والقلق وضغوط الحياة والخمول وعدم ممارسة الرياضة، وهذا ما يجعلنا نعتبر الضغط الشرياني مرضا سلوكيا وإيقاف زحفه يكمن بالأساس في الوقاية وتحفيز الرياضي''. وللإشارة فإن المؤتمر التاسع للجمعية الجزائرية لارتفاع الضغط الشرياني ينعقد بمشاركة عدة خبراء جزائريين وأجانب ويناقش على مدار يومين عدة محاور تتعلق بهذا المرض، ويلقي نظرة على آخر الدراسات المتعلقة بانتشار هذا المرض في الجزائر.