يحاول المشاركون في أشغال الملتقى الدولي الذي ستحتضنه جامعة المسيلة مطلع شهر نوفمبر الداخل، حول موضوع البطالة وتحقيق التنمية المستدامة، تبني رؤية واضحة تسعى إلى دمج القطاع غير النظامي في التنمية الاقتصادية الشاملة للحد من ظاهرة البطالة، حيث يتعين على الحكومة التعجيل بوضع استراتيجية واسعة النطاق لتحسين نوعية الموارد البشرية تتضمن إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني. وسيعمل الخبراء والأساتذة الجامعيون والاقتصاديون المحليون والأجانب خلال هذا الملتقى الدولي، الذي ستنظمه كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير بجامعة المسيلة، بالاشتراك مع مخبر الإستراتيجيات السياسية والاقتصادية في الجزائر يومي 15 و16 نوفمبر ,2011 على بحث مناقشة كيفية تكثيف استراتيجيات التنويع الاقتصادي الموجهة أساسا الى بناء صناعات مستدامة تولّد فرص العمل، إضافة الى اتخاذ تكنولوجيا المعلومات كوسيلة لتنمية رأس المال البشري والتموقع الجيد في الأسواق العالمية والنهوض بالتنويع الاقتصادي في معالجتها لتعزيز جهود التنمية المستدامة، انطلاقا من المخطط الخماسي الحالي للحكومة 2010-.2014 كما ستكون هذه المحطة الاقتصادية الدولية التي تعالج موضوع ''استراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة وتحقيق التنمية المستدامة''، فضاء مفتوحا للخبراء والمشاركين الأجانب لعرض تجارب بلادهم في مسيرة القضاء على ظاهرة البطالة وتوفير مناصب الشغل الدائمة، لا سيما لفائدة الشباب حاملي الشهادات، والسّعي لكيفية نقل هذه التجارب الناجحة الى الجزائر للاستفادة منها، في ظل الورشات الاقتصادية والصناعية المفتوحة في اطار المخططات الخماسية للتنمية المسطرة في هذا الإطار. كما يعد الملتقى فرصة هامة للباحثين والمختصين الاقتصاديين لتحديد نقاط التدخل، لتدارك النقائص المسجلة في ميادين التشغيل التي أثرت سلبا على مخططات ترقية الشغل وامتصاص ظاهرة البطالة في مختلف القطاعات الاقتصادية والإدارية. وسيشارك في تنشيط فعاليات هذا الملتقى الدولي قيادات إدارية وتنفيذية للمؤسسات الاقتصادية العامة والخاصة والإدارات والوزارات، إضافة الى أساتذة وباحثين في الجامعات ومختلف مراكز البحث والطلبة عموما، وطلبة الدراسات العليا خصوصا، ومختلف أطياف المجتمع المدني. ويهدف هذا اللقاء الاقتصادي الدولي بالأساس، إلى دراسة وضعية البطالة في الجزائر وإبراز أسبابها ومعرفة أثرها على التنمية الاقتصادية والتنمية المستدامة. هذا بالإضافة الى معرفة الإستراتيجية المتبعة من طرف الحكومة لمعالجة ظاهرة البطالة وتحقيق التنمية المستدامة. كما سيسعى بالمقابل إلى عرض استراتيجية الحكومة في التنويع الاقتصادي على غرار الاستثمار الأجنبي المباشر وقطاعات الخدمات والسياحة والزراعة، فضلا عن تقديم بعض التجارب العالمية في محاربة البطالة وتحقيق التنمية وتوفير مناصب الشغل. وسيعمد المشاركون في هذا الحدث الدولي الى مناقشة هذه المواضيع عبر أربعة محاور رئيسية، حيث يتناول المحور الأول التعريف بظاهرة البطالة وتحديد أسبابها ومكانتها في الفكر الاقتصادي المعاصر، إلى جانب آثارها والمشاكل التي تواجه محاربة هذه الظاهرة العالمية. بينما يتناول المحور الثاني استراتيجية الحكومة في القضاء على البطالة، من خلال آليات العمل المتبعة في نجاعة الاستثمارات المحلية المتبعة في الجزائر وأفق الاستثمار الأجنبي المباشر، إلى جانب التركيز على دور التنويع الاقتصادي في تقليص الظاهرة وأثر القطاع العام فيها. في حين يركز سيركز المحور الثالث على التنمية المستدامة ومدى فعاليتها في الحد من ظاهرة البطالة، إلى جانب تحديد دور تكنولوجيا المعلومات والاتصال في ذلك. ما المحور الرابع والأخير، فسيسلط الضوء على دراسات وتجارب دولية في القضاء على هذه الظاهرة، مع تقييم تجارب حكومات أجنبية حول استراتيجيات ناجحة في حل البطالة والتنمية المستدامة. كما سيقوم أساتذة محاضرون وخبراء بتنشيط ندوات ومحاضرات تتناول دراسات استشرافية حول الظاهرة وتقديم الحلول والبدائل الممكنة لإنجاح ذلك.