لا تزال بعض القرى التابعة لبلدية الميهوب تعيش نقصا في الضروريات وعلى رأسها الماء الشروب، لاسيما وأن سكان قرى هذه البلدية التي تبعد بنحو 100 كلم إلى الشرق من تراب ولاية المدية، وذات الحدود الجغرافية مع ولاية البويرة، على غرار واد الخميس، المقتلة، وذراع الجير، يجدون صعوبات كبيرة في الحصول على هذه المادة الحيوية طول أيام السنة، يضاف إليها مشكل الطريق الذي زاد من متاعبهم. ويؤكد سكان قرية واد الخميس بالميهوب التابعة لدائرة العزيزية، أن منطقتهم لم تستفد من أي عملية تنموية من شأنها تحسين الإطار المعيشي للسكان الذين لا يزالون متمسكين بمنطقتهم وأراضيهم الفلاحية، مشيرين أن سكان القرى على مستوى 45 حوشا يبعدون عن مركز البلدية ب 17 كلم منها 14 كلم معبدة، لتبقى المسافة المتبقية المؤدية لهؤلاء السكان في حالة لا تحسد عليها، -مضيفين- أما النقطة السوداء تتمثل في مسافة 2,7 كلم الرابطة ما بين هذه القرى والطريق الوطني رقم 8 الرابط بين العاصمة وبوسعادة، وتحديدا عند النقطة المسماة ''موزوبيا''، باعتبارها نقطة الانطلاق إلى كل الجهات على غرار العزيزية- تابلاط-، بني سليمان، والمدية عاصمة الولاية. وحسب أحد السكان، فإن تلامذة المنطقة يضطرون إلى قطع مسافة 6 كلم مشيا على الأقدام، لعدم صلاحية الطريق للوصول إلى منطقة موزوبيا التي تضم قاعة علاج ومدرسة ابتدائية. وبالرغم من أن هذا الطريق عرف بعض الترميمات قبل سنوات، إلا أنه لم يصمد أمام أولى قطرات الأمطار، لتعود معاناة عابري هذا المسلك إلى حالتها الأولى خاصة خلال فصل الشتاء. ومن جهة أخرى، فإن سكان المنطقة لازالوا يشكون نقص التزود بمياه الشرب رغم انتهاء أشغال الخزان الرئيسي والخزانين الفرعيين له، حيث يضطر السكان إلى جلب الماء على ظهور الدواب، ونتيجة لهذه الظروف القاسية، فقد اقتصر مطلب سكان القرى الثلاثة في توفير مادة المياه الصالحة للشرب وتعبيد الطرق معتبرين أن مثل هذه المطالب تعد مشروعة. من جهتها، أوضحت مصالح بلدية الميهوب أنها على علم بهذه الانشغالات التي تم إحصاؤها في إطار بطاقية وطنية بأمر من السيد الوالي في إحدى الزيارات التفقدية للدائرة، والذي أمر بإحصاء جميع النقائص وتبويبها حسب المجالات والأولويات، وحسب مصادر مطلعة، فإن بلدية الميهوب استفادت من مشروع لتفريش ما يفوق 36 كلم في إطار برامج التنمية الريفية المندمجة، حيث انطلقت الأشغال ببعضه، في حين تجري الدراسة لمباشرة البعض الآخر، أما في إطار تزويد البلدية بالمياه الصالحة للشرب، فإن البلدية عمدت لمواجهة موجة العطش التي تعرفها المنطقة إلى إنشاء الخزانات، كما أن المشكل سيجد طريقه إلى الحل بعد استكمال أشغال تزويد31 بلدية بولاية المدية بمياه سد كدية أسردون المنتظر انتهاؤها أواخر العام القادم، إضافة إلى مساعيها للاستفادة من حافلات النقل المدرسي لنقل التلاميذ إلى المدارس، وانتهاء المشكل بعد فتح الثانوية التي وصلت نسبة الأشغال بها الثمانين بالمائة، والتي تضع حدا لتنقل التلاميذ إلى ثانوية العزيزية.