على مدى يومين؛ كان المسبح شبه الأولمبي بالمدينة الجديدةبوهران على موعد مع البطولة الوطنية للسباحة بالزعانف التي شارك فيها 124 سباحا مثلوا 17 فريقا من أربع رابطات، وهي فضلا على رابطة وهران المنظمة، سكيكدة، الجزائر العاصمة وعنابة، هذه الأخيرة التي تألقت بشكل كبير بفضل ممثلها فريق ''إيبون''، الذي منحها اللقب الوطني بعدما حقق مجموع 44 ميدالية منها 25 ذهبية، بعيدا جدا عن صاحب الرتبة الثانية فريق النادي الرياضي لمدينة وهران، الذي تحصل على مجموع 31 ميدالية منها 12 ذهبية، أما الرتبة الثالثة فعادت لفريق الحماية المدنية لمدينة وهران الذي تحصل على مجموع 29 ميدالية منها 12 ذهبية. ويمتن فريق عنابة إلى سباحيه الأقوياء، الذين أبانوا عن إمكانيات جيدة يتصدرهم عويداد أنطوان صاحب ثلاثة أرقام قياسية وطنية (50 م تحت الماء، و50م و100م على السطح)، وأربعة ألقاب في البطولة الفرنسية مع نادي باريس، والذي يشارك لأول مرة في البطولة الوطنية حسب رئيس الفريق، ورئيس اللجنة التقنية الوطنية عزوز رضا، وكذا السباحة شاملي دنيا. وتكرست سيطرة الفريق العنابي في السباقات الستة المبرمجة سواء في الفردي أو حسب الفرق، والتي اعتبرها مدربو الفرق الأخرى منطقية نظرا لتطور مستواه الناتج عن حيازته لأحسن السباحين وطنيا، واحتكاكه الدائم بالجيران التونسيين، الذين يعدون أبطال إفريقيا في هذا النوع الرياضي دون منازع وينشط أربعة منهم ضمن الفريق العنابي. المستوى الفني لهذه البطولة الوطنية التي شارك فيها 44 سباقا في ثلاث فئات (الشباب أقل من 15سنة، الأواسط والأكابر)،كان مقبولا على العموم، وأكد مرة أخرى (حسب ساعد الهاشمي عمر نور الدين رئيس الرابطة الوهرانية للرياضات المائية) على الإقبال الكبير الذي تحظى به هذه الرياضة لدى عموم الشباب، أما عزوز رضا رئيس اللجنة التقنية الوطنية، فقد اعتبر هذه البطولة فرصة مواتية للسباحين الدوليين للتحضير للبطولة العربية للسباحة بالزعانف المقرر إجراؤها في الفترة الممتدة من 16 إلى20 نوفمبر القادم بمدينة العقبة الأردنية، وهي البطولة التي سيمثل الجزائر فيها السباحان مسطاري خليل من فريق الحماية المدنية، وعويداد أنطوان من فريق ''إيبون'' عنابة، علما أن هذا الأخير سبق له وأن شارك في بطولة العالم التي أقيمت شهر جويلية الماضي بالمجر، واحتل فيها الصف التاسع عشر، ويأمل المسؤولون التقنيون الجزائريون أن يشرف بلادنا أحسن تشريف في الأردن. هذه البطولة ولئن عرفت نجاحا فنيا، إلا أن نقاطا سوداء شابتها، منها كثرة الاحتجاجات من لدن الفرق المشاركة على الحكام وطاولتهم بسبب تلاعبهم بالنتائج النهائية، حيث انكشف أمرهم أمام جموع المشاركين والحاضرين، خصوصا في سباق 50 م تحت الماء والذي أجبر فيه الدولي عويداد أنطوان على الاكتفاء بالرتبة الثانية، عوض الأولى التي كان أهلا لها ويستحقها، والتي فاز بها ممثل فريق الحماية المدنية لوهران الدولي الآخر مسطاري خليل، وهذا الأمر ندد به أكثر من مسؤول حاضر من بينهم آيت سعدي إبراهيم الكاتب العام للاتحادية الجزائرية للإنقاذ والرياضات المائية. أما النقطة السوداء الأخرى، فتمثلت في تسرب المياه داخل المسبح من السقف بسبب التهاطل الغزير للأمطار، مما أكد مرة أخرى على ''البريكولاج'' المتبع منذ سنوات من قبل مسؤولي القطاع الرياضي بوهران في معالجة نقائص المسبح شبه الأولمبي بالمدنية الجديدة.