قتلت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، كل أمل لتوصل اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط إلى إعادة إحياء عملية السلام المتعثرة منذ سنوات بإعلانها عن إقامة مشروع استيطاني جديد يقضي ببناء 800 وحدة سكينة في قلب مدينة القدسالشرقية. وكعادتها اختارت حكومة بنيامين نتانياهو مناسبة تواجد وفد اللجنة الرباعية للسلام في المنطقة للإعلان عن هذا المشروع وهي رسالة ضمنية برفضها لكل فكرة لوقف الاستيطان الذي تطالب به السلطة الفلسطينية كشرط مسبق قبل العودة إلى طاولة المفاوضات. يذكر أن وفدا عن هذه اللجنة التقى في اجتماعات منفصلة بمسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين بالقدسالمحتلة في محاولة لحمل الجانبين على العودة مجددا إلى طاولة التفاوض من أجل التوصل إلى حل نهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأطلقت إسرائيل، أمس، مناقصات لبناء 800 وحدة استيطانية خلال شهر أو شهرين منها 749 وحدة سكنية بمستوطنة حار حوما إلى الجنوب من مدينة القدسالمحتلة و65 أخرى بمستوطنة بسغات زيف إلى شمالها. وفي رسالة تحد واضحة باتجاه اللجنة الرباعية قال اريل روزنبورغ المتحدة باسم وزارة الإسكان الإسرائيلية إن هذا المشروع يندرج في إطار قرار حكومة الاحتلال بتسريع البناء الاستيطاني بالقدسالمحتلة. وهو ما يضع اللجنة الرباعية في مأزق حقيقي كونها تسعى إلى تحريك عملية السلام لكن من دون ممارسة أية ضغوط على الجانب الإسرائيلي لحمله على الانصياع للشرعية الدولية. وسبق للجانب الفلسطيني أن حذر من تنصل إسرائيل من التزاماتها خاصة فيما يتعلق بوقف الاستيطان وهو ما جعله يطالب بضمانات قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات. والمؤكد أنه وبإعلان إسرائيل عن هذا المشروع تكون الكرة في ملعب اللجنة الرباعية التي تصبح الآن مطالبة باتخاذ قرارات جريئة تدفع إسرائيل إلى وقف الاستيطان الإسرائيلية إذا أرادت فعلا إنجاح مساعيها وإنقاذها من فشل محتوم. ثم أنه يجب على أعضاء هذه اللجنة التي تضم كل من الولاياتالمتحدة وروسيا والأمم المتحدة وروسيا استخلاص العبر من دروس الماضي التي تعمدت خلالها حكومات الاحتلال المتعاقبة إجهاض كل مسعى لتحريك عملية السلام. وكان آخرها إعلان حكومة بنيامين نتانياهو عن بناء ألفي وحدة استيطانية إضافية وتجميد تحويل الأصول المالية الخاصة بالسلطة الفلسطينية في ردة فعل عن قبول منظمة اليونسكو فلسطين دولة عضو فيها. والحقيقة أن إسرائيل لا تفوت فرصة إلا وعملت على تقويض هذه العملية التي أدرك الفلسطينيون بعد سنوات من المفاوضات العبثية أنه لا جدوى منها. وهو ما جعلهم يتخذون قرارا بتقديم طلب العضوية الكاملة لدولتهم المستقلة إلى مجلس الأمن الدولي. ورغم التعثر الذي لاقاه هذا الطلب في بدايته فإن الطرف الفلسطيني بدا هذه المرة أكثر صلابة بعد أن جدد موقفه من رفضه الدخول في أية مفاوضات دون وقف تام للاستيطان خاصة بالقدسالشرقية التي من المفروض 0أن تكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.