"العودة'' هو الشعار الذي ترفعه الدورة الثالثة لمهرجان الجزائر الدولي للفن المعاصر، الذي يحتضنه متحف الفن الحديث والمعاصر ''ماماك''، ويهدف بالأساس إلى ترقية ظروف ممارسة الفن المعاصر في الجزائر وفي العالم، مع التساؤل الدائم عن دوره في تحريك المشهد الفني، حيث يقترح هذا المهرجان نفسه ليكون نقطة التقاء ومواجهة بين مختلف التيارات الجمالية والخطابات الفنية التي يحملها المبدعون وتترجمها أعمالهم. ويعدّ هذا المهرجان فرصة سانحة للجمهور الجزائري لاكتشاف الإبداعات المعاصرة في مجال الفنون البصرية القادمة من أوروبا، أمريكا، الشرق الأوسط، آسيا وإفريقيا، إذ ستتواجه الأساليب، الحقب والمدارس، علاوة على بعث روح الإنتاج وتحبيب هذا الفن للجمهور الذي ظلّ بعيدا عن الحقائق الفنية المعاصرة، وبالتالي إعادة الجزائر إلى مكانتها الطبيعية في المشهد الفني الدولي. القائمون على هذه التظاهرة وضعوه تحت شعار ''العودة'' في بعده الفلسفي، الاجتماعي، الثقافي والفني الواسع، حيث هناك رغبة متزايدة للعودة إلى الماضي وتسليط الضوء عليه وعلى تاريخ المجتمعات والأفراد، وكذا على مختلف الحقبات الفنية والثقافية، الجانب الروحي لها، الإيديولوجيات الكبرى، وغيرها من التساؤلات التي سيحاول المشاركون في المهرجان الإجابة عنها من خلال أعمالهم التي يتزيّن بها ''ماماك'' إلى غاية الثالث من فيفري من العام القادم. وستعرض في ''فياك ''2011 أعمال لفنانين مبدعين جزائريين على غرار عاطف بريجم، أسامة باتي، زين الدين بساع، عليدة بوغريط، نابل بولوفة ودريس وضاحي، وآخرين قادمين من فلسطين، لبنان، العراق، تركيا، ألمانيا، رومانيا، روسيا، كوريا، باكستان، السنغال، الكاميرون، المغرب، وكذا تونس، براغواي وصربيا، كما سيشهد المهرجان أيضا، حضور نقّاد ومحافظي معارض تشكيلية لتقاسم الخبرات والنقاشات حول الفن المعاصر. وإلى جانب المعرض الذي يحتضنه ''ماماك''، برمج القائمون على المهرجان برواق ''محمد راسم'' موائد مستديرة ستدور أشغالها حول ''بينالي ومهرجانات الجنوب، الاستراتيجيات والتحديات''، وتتضمّن مداخلات لمهتمين ونقاد أتوا من سبع دول سيتحدّثون عن ''مهرجانات الجنوب في الخريطة الفنية الدولية''، ''رهانات الرعاية الغربية للبيناليات ومهرجانات الجنوب''، ''مسألة الهوية في البيناليات ومهرجانات الجنوب'' و''نشر وترقية الإنتاج الفني الدولي، تبادل غير عادل". "لوحات صوتية'' هو العنوان الذي اختير لدورة الحفلات الموسيقية المرافقة لمهرجان الجزائر الدولي للفن المعاصر، حيث سيستمتع ضيوف ''ماماك'' بموسيقى القرن العشرين كل يوم سبت طوال مدّة المهرجان، من خلال حفلات من توقيع آن ماري غريراردالي وجويل ريقار، دانيال بالويان، اوليفيي لوشاردور، فرانسوا وصوفي بادويال، وكذا إنشاد صوتي أوبيرالي مرفق بالعزف على البيانو مع السوبرانو إليزابيت جرار والعازفة على البيانو نتالي نيقرو، إضافة إلى محاضرة حول ''تاريخ الموسيقى المعاصرة'' مع الأستاذ بيار ألبار كاستاني. للتذكير، فقد كانت أوّل دورة للمهرجان في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي لسنة ,2009 حيث خصّصت فيها العديد من النشاطات للفن الإفريقي، وكانت فلسطين ضيف شرف.