أقيمت بولاية تيبازة الاحتفالات الرسمية بالذكرى 51 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بحضور وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو وعدد كبير من المجاهدين، وفي كلمته ذكر وزير المجاهدين بأن ''11 ديسمبر يوم تاريخي كونه جاء ليؤكد عزم وثبات المسيرة الثورية التي توجت بتحرير الوطن بفضل تعبئة كافة الشعب الجزائري''. وتعرض الوزير بإسهاب لمغزى هذه المظاهرات الشعبية، مشيرا إلى أنها تواصلت رغم المخططات المتعددة التي وضعتها قوات الاحتلال لقمعها. مؤكدا أن الاحتفال بهذه التواريخ وتذكر التضحيات الجسام التي قدمها الشعب إبان ثورة التحرير ''واجب و ضرورة لتعريف الأجيال الصاعدة بتاريخ بلاده وذاكرته الجماعية''. من جهته اعتبر الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين أن استحضار هذه الأحداث والمناسبات التاريخية بمثابة محطة للتذكير بالتضحيات التي قدمها الشعب من أجل الاستقلال والتحرر من قيود الاستعمار. ولم يفوت ممثلو منظمتي أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين الفرصة لتجديد مطالبة الإدارة الفرنسية بالاعتراف بجرائمها. معتبرين أن استحضار هذه المناسبات التاريخية ضروري لاستخلاص العبر وخدمة مستقبل البلاد. وبدورهم اغتنم مسؤولو الولاية هذه المناسبة لتقديم عدد من المشاريع التي من بينها تهيئة ساحة الشهداء المتواجدة بعاصمة الولاية التي ستتعزز بإنجاز نصب تذكاري لشهداء ولاية تيبازة. وبعد وضع أكاليل من الزهور بمربع الشهداء لشنوة توجه الوفد الوزاري إلى دائرة بواسماعيل التي تحتضن هذه السنة الاحتفالات الرسمية لهذه الذكرى حيث تم إطلاق أسماء الشهداء على عدة بنايات عمومية. وتواصلت الاحتفالات بعد ذلك على مستوى المدرسة الوطنية العليا للبحرية حيث أشرف الوفد الوزاري على تدشين معرض حول أحداث 11 ديسمبر من تنظيم المتحف الوطني للمجاهد. وبنفس المناسبة قدمت حركة مسرح القليعة عرضا مسرحيا بعنوان ''أسير الحرية'' من إنتاج الفرقة الشابة التي يقودها يوسف تعوينت. وتعالج المسرحية قضية الحرية وثورة التحرير المجيدة. ومن جهة أخرى تميزت الاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية بتوجه السلطات المحلية بولايات تندوف وبشار والنعامة والبيض والأغواط وغرداية وأدرار وتمنراست و إيليزي والواديوورقلة رفقة جموع من المجاهدين وأبناء الشهداء وعناصر الكشافة الإسلامية الجزائرية والمواطنين إلى مقابر الشهداء التي شهد فيها الجميع مراسيم رفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني ووضع باقات من الزهور على النصب التذكارية للشهداء وتلاوة فاتحة الكتاب ترحما على أرواحهم الطاهرة. وإحياء لهذه الذكرى التاريخية المجيدة تم بولاية ورقلة تكريم إبنة شهيد الثورة التحريرية عيساوي أحمد كما قامت السلطات المحلية بزيارة عدد من مجاهدي المنطقة ممن لا زالوا على قيد الحياة بمقرات سكناهم وتقديم لهم هدايا رمزية تقديرا لما قدموه من تضحيات من أجل أن يظل هذا الوطن معززا وشامخا. إلى جانب سلسلة من التظاهرات التاريخية والثقافية والرياضية بمختلف المؤسسات التربوية والشبانية بولاية ورقلة حيث كانت المناسبة فرصة للأجيال الناشئة من التعرف على جانب من تضحيات الشعب الجزائري من أجل عزة وكرامة الوطن. وبولاية الوادي التي احتضنت بها دائرة الطالب العربي الحدودية الاحتفالات الولائية فقد تم في هذا الإطار إقامة عدة معارض متنوعة إلى جانب تنظيم حفل فني تخلله إلقاء أناشيد وطنية من طرف براعم المجمع المدرسي بالطالب العربي. وألقى بالمناسبة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين كلمة تطرق فيها على الخصوص الى المغزى من إحياء ذكرى مظاهرات11 ديسمبر 1960 إلى جانب تقديم مداخلة حول هذه الذكرى المضيئة في مسيرة النضال الوطني من أجل التحرر من قبل أحد أساتذة المركز الجامعي بالوادي. كما تم في نفس الإطار تسليم كراسي متحركة على ذوي الاحتياجات الخاصة وتوزيع الجوائز على الفائزين في مختلف الدورات الرياضية والمسابقات التاريخية والثقافية التي نظمت بمناسبة فعاليات تخليد هذه الذكرى التاريخية. نفس الأجواء الاحتفالية شهدتها ولاية البيض حيث تميزت بإقامة معارض للصور والوثائق التاريخية تمحورت حول كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار. وبالمناسبة ألقى أحد الأئمة كلمة تطرق من خلالها إلى مظاهرات 11 ديسمبر1960 والدروس المستخلصة منها والتي كان من نتائجها أنها جمعت بين مختلف أطياف الشعب الجزائري من أجل الوقوف في صف واحد في وجه المحتل الغاشم لاسترجاع السيادة الوطنية. هذا وقد شهدت باقي ولايات جنوب البلاد بمناسبة إحياء الذكرى ال51 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 تنظيم سلسلة من التظاهرات المخلدة لهذه المناسبة التاريخية الوطنية.