أكدت الجزائر استعدادها لتعزيز التعاون مع منظمة الأممالمتحدة وفروعها وذلك في إطار ترجمة المبادئ التي تأسست من أجلها المنظمة الأممية لا سيما في مجال استتباب الأمن والسلم العالميين، مع العمل على تحقيق حياة أفضل لشعوب المعمورة في مجالات حيوية كالصحة والتعليم وضمان كرامة الإنسان. جاء ذلك خلال حفل رسمي نظم، أمس، بوزارة الخارجية بمناسبة يوم الأممالمتحدة تزامنا مع الذكرى ال66 لتأسيسها في 24 أكتوبر ,1945 بحضور إطارات من وزارة الشؤون الخارجية ومنسق الأممالمتحدة المقيم بالجزائر وممثل رئيس برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالجزائر السيد مامادو مباي وممثلين عن السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. وفي هذا الصدد، جدد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية السيد بوجمعة دلمي تمسك الجزائر بقيم الأممالمتحدة، موضحا أنها (الجزائر) تسعى إلى رفع عدة تحديات على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي منوها على الصعيد الوطني بالإصلاحات السياسية المباشرة والرامية إلى الاستجابة لتطلعات الشعب والشباب. وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، أبرز الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تكريس السلم والأمن في منطقة الساحل والشرق الأوسط وعبر العالم. من جانبه، تطرق الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كيمون في رسالته التي قرأتها نيابة عنه مسؤولة مركز الأممالمتحدة للإعلام بالجزائر دليلة بوراس إلى التحديات التي مازالت تنتظر الإنسانية، حيث أشار إلى انه بعد 66 سنة من تأسيس الاممالمتحدة قامت هذه الأخيرة بجهود جبارة من اجل الوصول إلى السلم العالمي المنشود. وأمام تزايد عدد سكان العالم الذي وصل إلى 7 ملايير نسمة والذي يشكل قوة بالنسبة للأمين العام الأممي، فقد حذر من أن كل هذه الجهود التي تهددها الأزمة الاقتصادية وارتفاع البطالة واللامساواة والتغيرات المناخية. وأشار بان كيمون إلى أن العديد من سكان العالم يعيشون الخوف ويعتريهم شعور بعدم الاعتماد على حكوماتهم أو على الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن حل المشاكل العالمية يبقى في إيجاد حلول عالمية، مما يستدعي ايضا توحيد جهود الأمم من أجل القضية الإنسانية. أما السيد مامادو مباي منسق الأممالمتحدة المقيم بالجزائر، فقد حيا الجهود المعتبرة التي حققتها الجزائر في مجال التنمية الإنسانية والصحة والتعليم والهياكل القاعدية، مضيفا أن النتائج المرضية التي حققتها في هذا المجال تصنفها ضمن الدول التي بإمكانها تحقيق أكبر حيز من أهداف الألفية حول التنمية المبرمجة إلى غاية .2015 واستشهد السيد مباي في هذا الصدد بنتائج تقرير 2011 لبرنامج الأممالمتحدة حول التنمية (البنود) المنشور مؤخرا والذي صنف الجزائر ضمن الأقطاب التي حققت تقدما في مجال التنمية، مضيفا انه من المهم اليوم تدعيم هذا المنحى. كما أشار ممثل الأممالمتحدة إلى أن طبيعة العلاقة بين الجزائر والمنظمة الأممية يغلب عليها الطابع الاستراتيجي، مضيفا انه تم خلال السنة الجارية مع الشركاء الجزائريين تقييم إطار التعاون والذي أفضى إلى ارساء اطار جديد لهذا التعاون للفترة 2012 -.2014 وأوضح المنسق الأممي أن هذا المخطط الإطار سيسمح بمرافقة الجزائر لوضع برامج التنمية التي أدرجها المخطط الخماسي 2010 -2014 من أجل تحسين معيشة السكان. كما إشار إلى أن برنامج التغذية العالمي قد نجح هذه السنة في الجزائر في الاستجابة خلال الآجال المحددة لاحتياجات اللاجئين الصحراويين. كما أسهب السيد مباي في ذكر مجالات الشراكة التي تربط الجزائر بالهيئات الأممية واصفا إياها بالنموذجية كونها تنصب في إطار تعزيز العلاقة بين الحكومة الجزائرية والمجتمع المدني ووكالات الأممالمتحدة لإضفاء الفعالية على جهود التنمية. من جهة أخرى، أكد الممثل الأممي أنه تم خلال هذه السنة اختيار موضوع التنوع الثقافي في الاحتفال بيوم الأممالمتحدة لهذه السنة عبر العالم، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه عدد سكان العالم 7 ملايير نسمة، حيث ترى المنظمة أن موضوع التنوع الثقافي يعد عنصرا أساسيا ليس فقط بالنسبة للنمو الاقتصادي بل للبعد الاجتماعي والروحي والوجداني. وأضاف في هذا الصدد أن الجزائر تعد بفضل تاريخها القديم والمعاصر أرضا للتناغم بين مختلف الثقافات، مما يجعلها نموذجا للتنوع الثقافي.