جدّد وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي أمس تمسك الجزائر بالمبادئ التي تأسست عليها منظمة الأممالمتحدة، مؤكدا التزامها بمواصلة العمل الجاد مع مختلف المؤسسات الأممية عبر العالم بما يخدم العلاقات الثنائية التي تجمع الطرفين ومواصلة الجهود على مختلف المستويات استجابة لتطلعات الشعوب المستضعفة. وأوضح السيد مدلسي في كلمة له خلال إشرافه على حفل إحياء يوم الأممالمتحدة المصادف للذكرى ال65 لتأسيس المنظمة في 24 أكتوبر ,1945 بإقامة الميثاق بحضور سفراء وممثلين عن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة أن الجزائر تبقى مستعدة بحضورها في إحياء هذه المناسبة العالمية لتكثيف الجهود الرامية الى تعزيز دور المنظمة في مواصلة مهامها بالشكل الذي يجعلها تستجيب للتحديات التي ترهن إحقاق السلم والأمن العالميين، مضيفا أن هذا المسعى يندرج ضمن الطابع المتميز للعلاقات الثنائية بين الطرفين. وفي سياق متصل، ذكر المتحدث بالشرعية الأممية المكرسة لحق تقرير المصير لفائدة الشعوب المستضعفة والواقعة تحت وطأة الاستعمار، مبديا أسفه الشديد لبعض الحالات التي تصطدم فيها الأهداف الرئيسية للمنظمة بمعوقات تحول دون التوصل لتكريس هذا الحق مثلما هو الشأن لقضية الصحراء الغربية التي قال بشأنها مدلسي أن عملية تصفية الاستعمار بها تشهد منعطفا خطيرا رغم اللوائح الأممية الواضحة المؤكدة على حق تقرير المصير للشعب الصحراوي. وحيا السيد مدلسي الجهود الجبارة للوكالات الأممية خاصة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي في مرافقته للشعب الصحراوي لتخفيف معاناته التي تفرضها ظروف اللجوء. كما عبر الوزير عن تفاؤل الجزائر لطابع التعاون المثمر الذي يربطها بمختلف وكالات الأممالمتحدة الذي اعتبره قد بلغ أعلى المستويات بفضل سياسة تنسيق الجهود الأممية في مواجهة الرهانات العالمية على غرار الاضطرابات المالية وتدني الوضع الاقتصادي والاجتماعي. مثمنا في السياق النتائج الايجابية المسجلة أمام الظواهر المختلفة التي تحياها شعوب المعمورة لاسيما في الدول النامية والفقيرة. وقال ''أن ذلك يترجم بصدق ثقتنا تجاه الآفاق الجديدة المتاحة لنا في إطار الأعمال المستقبلية''، مشيرا الى أن هذه المرافقة لمختلف الوكالات الأممية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدنا تعد مساهمة نقدرها حق قدرها كونها تعزز يوميا جو التشاور والتفاهم المتبادل الذي ساد على الدوام في العلاقات بين الجزائر ومنظمة الأممالمتحدة وسائر المنظومة الأممية. ودعا وزير الشؤون الخارجية في هذا الاطار الى الاسراع في تحضير برنامج التعاون الثنائي بين الجزائروالأممالمتحدة للفترة 2012 -2017 لتقييم مختلف النشاطات وتبني برامج أحسن لتطلعات الحكومة لاسيما من ناحية التطور الاقتصادي والاجتماعي. وقال مدلسي في إطار تخليد الذكرى الأممية ''ان تواجدنا اليوم في إحياء يوم الأممالمتحدة المصادف ل24 أكتوبر يترجم تمسك الجزائر بالمبادئ المؤسسة لمنظمة الأممالمتحدة والعلاقات الثنائية بين الطرفين والذي يعد طريقة أخرى لتأكيد الطابع الأخوي لهذه العلاقات''. وتابع الوزير ''إن المناسبة تعد فضاء للتعاون والتشاور تتفاعل فيه الثقافات والأفكار ومحطة للفت أنظار العالم لاسيما أمام المفاهيم المعقدة التي تتميز بتنامي التهديدات اتجاه السلم والأمن العالميين''. كما أكد ممثل الحكومة بعد أن حيا جهود أعوان المؤسسات الأممية التي تزاول مهامها في الجزائر وباقي المناطق الأخرى عبر العالم التي تشهد ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة خدمة للسلم الدولي، أن هذا اليوم يأخذ معنى متميزا باعتباره يتوافق وتحقيق أهداف الألفية للتنمية في آفاق 2025 وهو ما تم تأكيده خلال افتتاح دورة الجمعية العامة الأممية. ومن جهته، ثمن ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالجزائر السيد مامادو امباي في كلمته الجهود الجبارة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ووزير الخارجية السيد مراد مدلسي في إطار الالتزام التام للجزائر وتمسكها الدائم بمبادئ السلم والأمن والتنمية والتضامن التي تكرسها منظمة الأممالمتحدة. وذكر السيد امباي بخطاب رئيس الجمهورية الذي قرأه نيابة عنه السيد مدلسي في الجمعية العامة ال65 للأمم المتحدة والذي أبرز فيه قناعة الجزائر الكبيرة بالنتائج التي حققها ويسعى لتحقيقها الأمين العام الأممي بان كيمون في إطار المهام الأممية الرامية لإحقاق السلم وتنمية شعوب المعمورة. مشيدا بالدور المشرف للدبلوماسية الجزائرية التي دأبت على تقديم المشورة والتشجيع وتباشر الاستماع لمختلف الانشغالات والقضايا التي تهم برامج الأممالمتحدة في الجزائر. وأشار ممثل برنامج الأممالمتحدة في الجزائر الى مختلف البرامج والورشات الاستراتيجية الأممية التي ترعاها المنظمة في الجزائر عبر مؤسساتها كلقاء الوزراء الأفارقة للسياحة بالعاصمة المنظم من طرف المنظمة العالمية للسياحة في ماي الفارط والمؤتمر العالمي ال39 للفلاحين المرتقب تنظيمه من طرف المنظمة الدولية للتنمية الفلاحية في ,2011 بالإضافة الى لقاء للوزراء الأفارقة المكلفين بالتنمية الصناعية المرتقب في مارس من نفس السنة بالجزائر العاصمة. وقال المتحدث أن هذه المنحى يتماشى والتوجهات الاستراتيجية للمخطط الخماسي للتنمية 2010-2014 الذي سطرته الحكومة الجزائرية. وللاشارة، نشر الأمين العام الاممي بهذه المناسبة كلمة أكد فيها عزمه على اعادة القيم العالمية للتسامح والاحترام المتبادل والكرامة الانسانية، مبرزا المكاسب المحققة في مجال محو الأمية ...ومتوسط العمر المتوقع للانسان وانتشار المعرفة والتكنولوجيا ...وغيرها.