شبّ ليلة أمس حريق مهول بمترو الجزائر الذي لم تمض إلا أيام قلائل على تدشينه ودخوله الخدمة، وقد تسبب الحريق في تسجيل اختناقات في أوساط المسافرين الذين تم إنقاذهم وإخراجهم على وجه السرعة من قبل أعوان الحماية المدنية المتواجدين في المكان فيما تم إخماد الحريق الذي كان مجرد سيناريو افتراضي قامت به مصالح الحماية المدنية، التي أجرت في المدة الأخيرة عدة مناورات افتراضية لحوادث متعددة تواجهها في عملها اليومي أو تلك المتوقعة والجديدة على حياتنا على غرار الحرائق التي تنشب في المنشآت الجديدة كالمترو والأنفاق والمنشآت والطرق الجديدة. وحسب مصدر من المديرية العامة للحماية المدنية، فإن هذه العمليات التطبيقية تندرج ضمن مخطط واسع سطرته المديرية العامة للحماية المدنية لتفعيل آداء أعوانها في الميدان وحملهم على ممارسة تدخلات سريعة على حوادث كلاسيكية على غرار حوادث المرور والحرائق إلى جانب حوادث جديدة على هذه المصالح والتي تدربت عليها نظريا على يد خبراء وطنيين ومن أوروبا، كما أنها شملت العديد من ولايات الوطن حتى الصحراوية منها، وتحاول مصالح الحماية المدنية تطبيق مناهج وطرق إنقاذ جديدة أكثر سلاسة وسرعة بعد أن تم التكوين فيها نظريا على يد مختصين جزائريين وأجانب وهي بذلك تستعرض وتثبت خبرتها وكفاءتها في تسيير مختلف الحوادث. ولعل من أبرز هذه المناورات التجريبية تلك التي أجرتها مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر ليلة اول أمس الاثنين إلى الثلاثاء بمترو الجزائر وتحديدا ما بين الساعتين الحادية عشر ليلا والثانية صباحا ويتمثل سيناريو هذا التمرين التطبيقي في حريق ينشب في المحل التقني المتواجد في نفق ما بين محطة تافورة-البريد المركزي ومدخل أعوان الحماية المدنية بالأمير عبد القادر وقد تم اختيار هذا التوقيت لضمان خلو المترو من حركة تنقل المسافرين التي تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل. ويشير مصدرنا إلى أن هذا التمرين الذي يعد الأول من نوعه في هذا التخصص يندرج في إطار تطبيق البرنامج التكويني للمديرية العامة للحماية المدنية بالتعاون مع فرقة أعوان الحماية المدنية لباريس في مجال تسيير الأخطار في الأنفاق والمترو وقد نجح أعوان الحماية المدنية في إتمام هذا التمرين في التوقيت المحدد، علما أن مثل هذه المهام تتطلب السرعة الفائقة في التدخل والإنقاذ نظرا لحساسية المكان وسهولة تعرض المسافرين إلى الاختناق والموت السريع.وقد شارك 26 ضابطا متربصا يؤطرهم قائدا فريقي أعوان الحماية المدنية لباريس بصفة مكونين، في هذا التمرين الذي شهد تدخل وحدات الحماية المدنية للجزائر العاصمة وفريق شرطة المترو التابع للمديرية العامة للأمن الوطني ومؤسسة تسيير النقل لباريس-الجزائر، وأثبت أعوان وضباط الحماية المدنية من خلال هذا التمرين الافتراضي مدى تحكمهم في المعارف المكتسبة خلال التكوين مع أخذ فكرة عن الموقع من قبل المتدخلين واستعمال الوسائل والتجهيزات الموجودة على مستوى المحطات والأنفاق وكذا تقييم كيفيات التنسيق بين مختلف المتدخلين في حال حدوث أي طارئ.