يتجدد اللقاء الكلاسيكي بين المولوديتين الوهرانية والعاصمية هذه المرة وهما في وضع غير مريح، خاصة بالنسبة للوهرانية التي ضيعت الكثير من هيبتها ومناعتها مما جعلها سهلة المنال عند خصومها، أما العاصمية فتأمل في أن تكون واحدة من الذين خرجوا ظافرين من ملعب أحمد زبانة، خاصة بعدما استعادت توزانها، وبدأت تبارح المنطقة الحمراء تدريجيا، عكس الوهرانية التي لازالت تراوح مكانها. وتحاول استثمار تحسن أداء تشكيلتها في المقابلتين الأخيريتين، الذي قال عنه العوفي سالم مساعد المدرب إنه بعث ثقة كبيرة في لاعبيه، وأضاف يقول: ''لقد بين الأداء الذي قدمناه في الشلف، على أننا نملك فريقا قادرا على مجابهة كبار قسمنا، وفتح شهيتنا في ذلك، ووضعنا على الطريق الصحيح، وسنحقق الوثبة البسيكولوجية أمام مولودية الجزائر والتي تقوي أملنا في المستقبل". هذه الثقة التي تحدث عنها العوفي، ظهرت في التدريبات التي خاضها زملاء القائد بن عطية بأريحية نفسية، مع حرص دائم من المدرب حنكوش على تدعيم الإيجابيات التي ظهرت في اللقاء السابق، ومنها خط الهجوم التي نشط كثيرا فيها على غير العادة، وهو ما جعل حنكوش يصرح على أن هذا الخط تلزمه بعض التصحيحات والتعديلات، حتى يكون فعالا كما حصل مع خطي الوسط والدفاع حتى أصبح أداءهما مرضيا عنه. وكالعوفي؛ شدد حنكوش على الثقة التي عادت للفريق، والتي ساعدته على التحضير لمباراة العميد، التي يعول كثيرا على نيل نقاطها، رغم إقراره بصعوبة المأمورية، وقال عنها: ''لقد تأكد لاعبونا من إمكانياتهم في مباراة الشلف، التي بينت لهم أنهم قادرون على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وخصمنا مولودية الجزائر الذي يوجد في منحى تصاعدي أداء ونتائجا، ونحن نعول على اجتهاد لاعبينا، ووعيهم لتجاوزه، وتحقيق ''الديكليك''، وبالتالي هذه المرحلة الصعبة شيئا فشيئا، بمؤازرة جمهورنا الذي أتمنى أن يكون غفيرا في هذا اللقاء". فدال لتعويض البحاري وكعادته؛ لم يكتف حنكوش بالتعداد الذي بين يديه، بل ضخ فيه دما جديدا من لاعبي الآمال لتحضير بعضهم خصوصا لمرحلة الذهاب، ويكون قد أخذ فكرة جيدة عن إمكانياتهم بمناسبة المقابلة التطبيقية التي جمعتهم بالفريق الأول، والذي عادت نتيجتها لمصلحة هذا الأخير برباعية نظيفة، وشارك فيها العائد من الإصابة فدال، الذي يحتمل جدا أن يكون أساسيا في غياب القناص البحاري المعاقب، عكس الحارس فلاح الذي قد يجلس على كرسي الاحتياط، بعد الأداء الجيد لخليفته وامان في الشلف، والذي تلقى بشأنه إشادة كبيرة من طرف الأنصار. قرارات ودعم مالي منتظر في سياق آخر؛ تمخض اجتماع جمعية المساهمين في الشركة ذات الأسهم لمولودية وهران، عن قرارات قيل إنها حاسمة بالنسبة لمستقبل الفريق أهمها: احترام رغبة المهاجم الدولي بلايلي يوسف في مواصلة مشواره مع المولودية مع محاولة إقناعه بتمديد عقده الذي سينتهي شهر جوان ,2012 وتحديد قائمة اللاعبين المستقدمين في خمسة لاعبين، وإقامة التربص الشتوي بالمغرب في الفترة الممتدة من 4 وإلى غاية 14 جانفي القادم، وإرسال إعذار عن طريق محضر قضائي للرئيس السابق الطيب محياوي، قصد تقديم حصيلته المالية ''حتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود في قضية تسييره المالي للمولودية في فترة ترؤسه لها والوقوف عند حقيقة ثغرة المليار سنتيم الممنوح لإدارته حتى تقتني حافلة، وهي الحصيلة التي أقلقتنا كثيرا ''، يقول يوسف جباري الرئيس الحالي للمولودية. لكن هذا القلق لم يمنعه ومن معه من التحرك بإتجاه اللاعبين الذين يدينون للمولودية من أجل التفاوض معهم، حتى يقبلوا الحصول على مستحقاتهم على دفعات ومراحل، كحل وحيد ملموس لديهم حتى يستفيد فريقهم من انتدابات الميركاتو الشتوي، علما أن إجمالي ديون المولودية قد حددته لجنة المنازعات في 18 نوفمبر الماضي ب 3 ملايير و400 مليون سنتيم، بعدما كان مليارين و900 مليون سنتيم، وقد تطوقه الإدارة بالدعم المالي الذي ستستفيد منه قريبا والمقدر بثلاثة ملايير سنتيم.