ضيع اتحاد الحراش فرصة التموقع في المركز الثاني ضمن ترتيب البطولة وإنهاء مرحلة الذهاب بكثير من الارتياح، بعد تعثره المفاجئ بعقر داره أمام الوداد الذي استغل التململ الكبير الذي لوحظ في صفوف تشكيلة الصفراء للعودة إلى قواعده بالزاد الكامل في هذه المواجهة، التي تركت الأنصار الحراشيين يطرحون عدة تساؤلات لها علاقة مباشرة بالكيفية التي خاض بها لاعبوهم هذا اللقاء، بدءا بنقص العزيمة التي كانت شبه غائبة لدى زملاء هندو الذين اكتفوا في كثير من الأحيان بتسيير اللعب في وسط الميدان، لا سيما في الشوط الأول حيث توغلوا مرتين فقط داخل منطقة الخصم، فضلا عن السهولة التامة التي تركها خط دفاعهم للخصم من أجل تهديد مرمى الحارس دوخة، الذي جنب لفريقه تلقي ثلاث أهداف بتصديه لمحاولات خطيرة من أندريا وطويل وحاجي. وقد استمر مردود لاعبي الحراش على نفس المنوال عند استئناف اللعب، ما عدا بعض المحاولات الفردية التي امتصها بسهولة دفاع الفريق الضيف، الذي عرف كيف يستغل ''العطب'' الذي أصاب منافسه ليهاجم بقوة ويتحصل اللاعب بلغري على الهدف الأول في الدقيقة 73 بعد خطأ فادح في مراقبة الكرة ارتكبه وسط الميدان هندو، وكاد الزوار أن يلحقوا بالفريق الحراشي الضربة القاضية في الدقيقة 78 لولا تصدي الحارس دوخة لضربة الجزاء المنفذة من طرف بلغري بعد تعرض زميله أندريا لعرقلة داخل منطقة العمليات. وربطت مصادر قريبة من النادي سبب تخاذل اللاعبين، بتأخر المسيرين في تسليم مستحقات اللاعبين المتمثلة في ثلاث علاوات وراتب شهر واحد، مما أحدث شرخا كبيرا بين الطرفين قبل ساعات قليلة من انطلاق المباراة، وتفهم الأنصار موقف اللاعبين، فصبوا جمّ غضبهم على إدارة النادي، وكان الرئيس محمد العايب رغم عدم تواجده في الملعب، عرضة لانتقاد لاذع وصل إلى حد شتمه وسبه، حيث اتهموه بعدم الاضطلاع بمسؤولياته وطالبوه بترك النادي، علما أن العايب يعاني منذ بعض الأسابيع من متاعب صحية كبيرة اضطرته للتنقل إلى الخارج للتداوي وهو ما يفسر غيابه المستمر عن مباريات فريقه. وقد وقعت على هامش المباراة تصرفات غير رياضية كان المقصود منها التشويش على المدرب بوعلام شارف الذي وقعت بينه وبين مجموعة من الأنصار ملاسنات حادة أدخلت هذا الأخير في حالة غضب كبير، حيث فاجأ الجميع بمغادرته لدكة الاحتياطيين لفريقه قبل انتهاء الشوط الأول ببعض الدقائق، ويكون قد اتهم مجموعة من الأشخاص القريبين من اللاعب بن عياش الذي أبعده الطاقم الفني من التشكيلة الأساسية، حيث توترت العلاقات بينه وبين شارف بعد أن علم بوجود نية لدى هذا الأخير لتسريحه في مرحلة الميركاتو. وبدت تصريحات مساعد المدرب غير مقنعة، حيث أرجع ناصر بشوش تعثر الفريق إلى معاناة اللاعبين من الإرهاق، فيما هدد المدرب بوعلام شارف بترك الفريق واتهم بعض الأطراف القريبة من الفريق بعرقلة عمله، وينتظر أن تجتمع اليوم إدارة النادي مع الطاقم الفني واللاعبين لشرح أسباب ما وقع للفريق أمام وداد تلمسان.