بعد خمس ليال ساح فيها الجمهور البرايجي في أعماق الأغنية الأندلسية واستمتع بهذا الفن الأصيل، اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم فعاليات الدورة الأولى لأيام الموسيقى الأندلسية، التي بادرت بتنظيمها جمعية ''بيبان الأندلس'' بالتنسيق مع مديرية الثقافة ببرج بوعريريج. تميّزت الدورة الأولى بحضور كثيف للعائلات للاستمتاع بهذا الفن الأصيل، الذي تبيّن أنّه ليس حكرا على مناطق دون أخرى بالجزائر، ومن بين الفرق التي شاركت فرقة جمعية ''الفنون الجميلة'' من العاصمة وجمعية ''بيبان الأندلس''، وكذا فرق جمعية ''العمراوية'' من تيزي وزو، جمعية ''الثعالبية'' من البويرة، جمعية ''أحباب الصادق البجاوي'' من بجاية، إلى جانب جمعية ''الغرناطية'' من تيبازة. وكانت ليلة الختام متميّزة مع جمعيتي ''القسنطينية'' و''المطربية'' من ولاية البليدة، اللتين أمتعتا الجمهور بمعزوفات ووصلات أندلسية كانت بمثابة الجرعة التي أروت عطش العائلات البرايجية للفن الأصيل، وما زاد هذه الأيام روعة حضور ضيوف مميزين وعمالقة في هذا الفن، على غرار نور الدين سعودي صاحب رائعة ''جزائرية'' التي قدمها بسراقسطة (إسبانيا). وتميّزت الليلة الأخيرة بالرونق بحضور عميد الموسيقى الأندلسية السيد سيد أحمد سري، الذي تمّ تكريمه من طرف جمعية ''بيبان الأندلس'' الفتية التي أبدى إعجابه بها، ولم يخف تأثّره وفرحته بكون الموسيقى الأندلسية بخير وبين أيد أمينة، كون الجمعيات التي تهتم بهذا التراث حاليا تجاوز عددها ال 150 - حسب المتحدث - في الوقت الذي عايش هو في بداياته الغياب التام للجمعيات التي كان عددها يقتصر على 03 جمعيات، اثنتان منها بالعاصمة وواحدة بالغرب الجزائري. وللإشارة، فإنّ جمعية ''بيبان الأندلس'' الفتية ببرج بوعريريج صنعت الحدث بتنظيمها لهذه الأيام، بالرغم من كونها حديثة التأسيس ولم يمض على عمرها عامان، وبالرغم كذلك من كون هذا النوع من الفن لم يكن له وجود ببرج بوعريريج قبل ,2009 لكن الأستاذ شريف تيبورتين رفع التحدي رفقة مدير دار الثقافة ثعالبي سمير، وتمّ توقيع أوّل دورة لأيام الموسيقى الأندلسية، التي يصرّ براعم الفرقة والقائمين عليها وعلى قطاع الثقافة بالولاية، أن تتواصل في دورات أخرى وتكون أكثر تألّقا لتبليغ رسالة الحفاظ على التراث والسماح لكلّ الفئات وكلّ جهات الوطن، بأن تكون مهدا لهذه الموسيقى الأصيلة والثقافة المتجذرة. وقد أوضحت بعض العائلات التي حضرت هذه الدورة لجريدة ''المساء''، أنّه بالرغم من برودة الطقس إلاّ أنّ الحضور كان دائما وكثيفا، كيف لا وهي التي استعادت معها نشوة الاستمتاع بالفن الأندلسي الذي بقي مغيّبا ببرج بوعريريج، وانتظرت بشوق وحنين العودة إلى فن النوبة الأصيل الذي تحقّق مع جمعية ''بيبان الأندلس'' المحلية.-.