''المرأة المغتربة والعنف'' هوعنوان الملتقى الذي نظم منذ شهر في مارسيليا بفرنسا، بمشاركة العديد من الدول التي عرضت المأساة التي تعيشها النساء المغتربات بين ألم الغربة والابتعاد عن الأهل والوطن، وألم ظلم ذوي القربى لاسيما الزوج الذي قد يحول حياة شريكته إلى جحيم. عن مشاركة الجزائر في هذا الملتقى، قالت السيدة نادية دريدي رئيسة الجمعية الوطنية لترقية وحماية المرأة والشباب، إن حضورها مكنها من الاطلاع على المشاكل التي تعانيها المرأة المغتربة المعنفة والتي تختلف في بعض التفاصيل عن تلك التي تعاني منها المرأة داخل الوطن. ومما لاحظته، هوارتفاع نسبة النساء المغتربات المعنفات مقارنة بما يحدث في الجزائر، لكنها تشير بالمقابل إلى أن هناك اختلافا في الطبائع وفي ردود الأفعال بين المرأة في الجزائر والمرأة في ديار الغربة. تقول:''يجب الإعتراف أن الفرق في الأرقام ربما يعود إلى الإختلاف في الطبائع، فالمرأة في الجزائر لها قدرة تحمل أكبر، وهي تصبر على العنف المسلط عليها من الزوج وتفضل السكوت إلى أن تصل الأمور إلى مالايحمد عقباه، لذا فإن الظاهرة تبدو أقل من حيث الحجم''. وحسب محدثتنا، فإن المرأة الجزائرية في الخارج تتعرض لكل أشكال العنف لاسيما من الزوج، وحتى التحرش الجنسي. ومشاركتها في هذا الملتقى مكنتها من طرح هذه المشاكل على الوزير المنتدب المكلف بالجالية الجزائرية في المهجر، الذي أبدى استعداده لتقديم العون والنظر في انشغالات هذه الفئة. وهو ماظهر في تنظيم يوم برلماني حول العنف والمرأة، عكس اهتمام الدولة بالموضوع، كما تشير السيدة دريدي التي كشفت عن مشاركتها في لقاء آخر يطرح ذات الإشكال، مبرمج آخر شهر جانفي الجاري بباريس، وهوملتقى دولي تشارك فيها دول عربية وأجنبية، سيسمح بعرض وضع المرأة المعنفة في الجزائر وفي باقي البلدان. تقول المتحدثة في هذا الإطار: ''تفاجأت لما اطلعت على الوضع في أوروبا، حيث تبين أن المرأة الأوروبية تعاني مثلنا وربما أكثر، وما أأسف له أكثر هو رد مصالح الأمن أوالعدالة في فرنسا لما تشتكي نساء مغتربات من العنف الزوجي أوالتحرش بهن، حيث يقال لهن: أنت مغتربة وأتيت مع زوجك، وربما من الأفضل أن تعودي لبلدك... هذا دليل على وجود تمييز''. وسيكون اللقاء القادم نهاية الشهر الجاري، مناسبة لعرض فيلم وثائقي لمخرج فرنسي عن العنف ضد المرأة المغتربة، كما ذكرت مضيفة أنها ستحضر هذا الفيلم لعرضه في الجزائر من أجل الإطلاع على وضع هؤلاء النساء. وترى رئيسة الجمعية أن الدولة الجزائرية تبذل جهودا معتبرة للحد من ظاهرة تعنيف المرأة، لكن الأخيرة عليها أن تساهم في هذا الإتجاه، لأن سلبيتها تمنع في كثير من الأحيان تحقيق نتائج إيجابية. وتضرب في هذا السياق مثلا فتقول: ''أتذكر أن إحدى القاضيات قالت: إن المرأة التي تسامح زوجها الذي عنفها بعد أن يحكم القضاء عليه، وبالتالي تمنع تنفيذ العقوبة، لاتساعد على الحد من الظاهرة والضحية دوما هم الأطفال الذين سيعانون من غياب الإستقرار في البيت''. وتذكر بأن المرأة كان لها دور كبير في الساحة الجزائرية منذ زمان... يجب أن نعطي الفرصة للمرأة لتبرز وتظهر قدراتها وكفاءتها، المرأة لديها مستوى ويجب أن نعطيها الثقة اللازمة.... نحن على أبواب انتخابات وعيد المرأة، يجب إذا أن نتذكر بأن المرأة قدمت الكثير للوطن. مع ذلك، فإن محدثتنا تصر على القول بأن أي تنمية للبلاد لايمكن أن تخرج من معادلة ثنائية طرفاها الرجل والمرأة معا. وأن المرأة التي احتلت مناصب عليا في البلاد، يجب في هذا الإطار أن تكون لها المكانة اللائقة بها.