قدم عميد الجامعة الإسلامية "الأمير عبد القادر" بقسنطينة ورئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس الدكتور عبد الله بوخلخال وقفة تذكيرية للعلامة ابن باديس بمناسبة يوم العلم استعرض خلالها خصال الرجل وإنجازاته ودوره في اعلاء صوت العلم وسط ظلام الاستعمار· بوخلخال أكد أن ابن باديس كان رجل سياسة من الطراز الأول، حيث استطاع استنباط خطاب السلف الصالح لاسيما ابوبكر الصديق حيث استخلف ثلاثة عشر أصلا من أصول الولاية العامة في الإسلام والتي تلتقي فيها -يقول العميد- أحكام الإسلام ومقاصده وقيمه ومبادئ الديمقراطية التي يمكن أن تساهم في قيام أنظمة عادلة تستند إلى القيم الإسلامية وتستلهم المبادئ والآليات الديمقراطية التي طورتها التجربة البشرية على مدار التاريخ · كما أن ابن باديس -يقول بوخلخال - عمد على تفسير كيفية دعم الإسلام للكرامة البشرية لحقوق الانسان والسبل التي تمكن المواطن من المساهمة في العملية الديمقراطية بكل حرية ومساواة وتسامح واحترام الآخر والقبول بالتنوع والاختلاف وإدارة الحوار بشكل سلمي · ومن ثم فإن الديمقراطية-يقول بوخلخال- كانت جوهر الشكل عند ابن باديس في مواجهة السلطة الاستعمارية ومخططاتها من جهة والانحطاط الذي أصاب الأمة آنذاك· عميد جامعة قسنطينة أكد أيضا أن العلامة لم يكن يفرق بين أبناء يعرب وأبناء مازيغ الذين جمعهم الإسلام وامتزجوا عبر القرون في الشدة والرخاء، والعسر واليسر ليكوّنوا عنصرا جزائريا مسلما· عرف ابن باديس أيضا - حسب المتحدث - بدعوته الدائمة لإصلاح ذات البين بين أبناء الوطن الواحد وإن اختلفت مذاهبهم وقناعاتهم الفكرية والسياسية لأن مصلحة الوطن والدين كانت تربطهم · عميد النهضة الفكرية الذي لم يسهم فقط في المحافظة وإثراء الثقافة الجزائرية بل حتى العربية، اهتم كثيرا بالجيل والناشئة -يضيف المحاضر- فكان مربيا لها على قيم الأخلاق والمحافظة على الهوية والخصوصية من جهة ومتفتحا على الثقافات الاخرى· محمد سعيدي من جهته أكد أن ابن باديس كان يؤمن بالعدالة والانصاف ويكافح من أجلهما ويكره الظلم والاستبداد وكان محاورا عن معرفة وعلم وليس عن جهل وافتعال حيث تميز بغزارة علمه ومعرفته ومهارته في استعمالها عند الحاجة·