تعيش العديد من أحياء مدينة سكيكدة منذ أكثر من 04 أيام أزمة حادة فيما يخص التزود بالماء الشروب، مما أدخل المواطنين في سباق ضد الزمن بحثا عن صهاريج الماء، التي تجاوز سعر الواحد منها 2000 دج، وما زاد في متاعبهم الانقطاعات المتكررة التي تكون في كثير من الأحيان دون سابق إشعار... وأكثر الأحياء تضررا شارع المسجد الواقع بوسط سكيكدة، حيث غابت المياه عن حنفيات المنازل منذ أكثر من 10 ايام حسب ما أدلى به ل ''المساء'' العديد من قاطني هذا الشارع ممن اتصلوا بنا، معبرين في ذات الوقت عن قلقهم من هذه الوضعية التي طالت دون أن تتدخل المصالح المعنية، على الأقل لضمان تزويدهم بالماء بواسطة الصهاريج، في انتظار أن تقوم مصالح ''الجزائرية للمياه'' فرع سكيكدة، بإصلاح العطب. ونفس الانشغال رفعه إلينا سكان نهج هواري بومدين، الذين أشاروا إلى بطء عملية إصلاح العطب الذي مس القناة التي تزودهم بالماء مما حرمهم من التزود لأكثر من 04 أيام، أما على مستوى شارع الإخوة شبل، لا سيما على مستوى العمارات المتواجدة بالقرب من الولاية إلى غاية بوعباز، فإن الأزمة تظل قائمة منذ فترة أمام غياب أية بادرة لانفراج الأزمة على مستوى هذا الحي، ونفس المشهد يعيشه عدد من أحياء وسط المدينة كالسويقة والحي الإيطالي العتيق الذي يعرف تذبذبا في ما يخص التزود بالماء، ونفس المشكل بأجزاء من حي بني مالك وبولقرود وغيرهما... وفيما يخص أزمة الماء الشروب التي مست أجزاء كبيرة من أحياء سكيكدة خلال الفترة الأخيرة، فقد أرجعها مدير الري للولاية خلال اتصالنا به، إلى العطب الذي مس أحد المحولات الكهربائية على مستوى محطة تحلية مياه البحر الكائنة بالمنطقة الصناعية لسكيكدة، مما استلزم الاتصال بالمؤسسة التي قامت بتركيب المحول والتي لها ورشة بولاية الشلف من أجل إصلاح العطب، على أن يتم تزويد سكيكدة وما جاورها انطلاقا من السدود التي كانت تتزود منها في انتظار الإصلاح النهائي للعطب... ونشير هنا إلى أن نفس الأزمة تعيشها مدينة القل غرب سكيكدة منذ أكثر من أسبوع، بسبب عطب أصاب قناة الجر الرئيسية لسد بني زيد.للتذكير، فإن مدينة سكيكدة بالإضافة إلى بلديات حمادي كرومة وفلفلة (واد القصب) والحدائق والمنطقة الصناعية للمدينة، زيادة على رواق جنوب الولاية الذي يضم بلديات بني بشير ورمضان جمال وصالح بوالكروة وصالح بوالشعور والحروش وامجاز الدشيش، كلها تتزود بالماء الشروب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بالمنطقة الصناعية، التي تم إنجازها سنة 2009 بطاقة إنتاج تقدر ب مائة ألف متر مكعب في اليوم. إلى جانب ذلك، انتقد المجلس الشعبي الولائي لسكيكدة في دورته الأخيرة، سياسة تسيير الماء بالولاية التي تحوز إمكانات كبيرة، لا سيما فيما يخص بطء عملية إصلاح الأعطاب التي تتم حسب التقرير بطرق جد بدائية لا تتجاوب مع طبيعة والصيانة الواجب القيام بها، ناهيك عن بقاء العديد من الأعطاب دون إصلاح لمدة طويلة مما يؤدي إلى تدهور الطرقات والأرصفة وضياع كميات جد معتبرة من المياه.