تسبب العطب الذي تعرضت له محطة تحلية مياه البحر المتواجدة بالمنطقة الصناعية البتروكيماوية لسكيكدة المنجزة من قبل الشركة الإسبانية (أكوا واتر كومباني)، والتي دشنت مؤخرا بعد أن كلفت خزينة الدولة ما قيمته 110 ملايين دولار أمريكي، في حرمان العديد من مواطني مدينة سكيكدة من المياه الصالحة للشرب وهذا لأكثر من ثلاثة أيام متتالية. هذا الوضع خلق لديهم نوعا من الاستياء والتذمر الكبيرين خاصة أن عودة أزمة الماء الشروب بسكيكدة قد تزامنت مع موجة الحر التي تشهدها المنطقة خلال الأيام الأخيرة من هذا الفصل الذي يكثر فيه استعمال الماء الشروب مع العلم أن أكثر الأحياء تضررا هو وسط المدينة إلى غاية المناطق العلوية منه بما في ذلك منطقة سطورة التي جفت حنفيات منازلها منذ أكثر من 10 أيام كاملة، كما أضحت الأحياء الأخرى تعيش على وقع الانقطاعات المتكرّرة للمياه مما زاد من معاناة قاطنيها الذين اعتقدوا أن سكيكدة بإنجازها لأكبر وحدة لتحلية مياه البحر بالإضافة إلى امتلاكها لأربعة سدود تعد من بين أهم السدود على المستوى الوطني بطاقة تخزين تقدر ب328 هكم مكعب موزعة على سدود زردازة وزيت العنبة (شرق الولاية) وبني زيد والقنيطرة (غرب الولاية)، ناهيك عن وجود أودية كثيرة من أهمها وادي قبلي ووادي الزهور والوادي الكبير، وهذا بغض النظر عن امتلاكها أيضا ل12 حاجزا مائيا و745 بئرا و35 آبار عميقة، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن فلا أحد بسكيكدة وجد التفسير المقنع لأسباب أزمة الماء التي فاجأت السكيكديين، والتي امتدت إلى العديد من بلديات الولاية النائية. وللعلم، فقد قدرت كمية العجز الناجمة عن توقف وحدة تحلية مياه البحر لسكيكدة ب 40 ألف متر مكعب يوميا من المياه الصالحة للشرب على اعتبار أن الكمية الأصلية التي توفرها هذه الوحدة من الماء الصالح للشرب تقدر ب100.000 متر مكعب مخصصة لتزويد كل من مدينة سكيكدة والمنطقة الصناعية البتروكيماوية إلى غاية بلديات حمادي كرومة وفلفلة والحدائق وبني بشير ورمضان جمال وصالح بو الكروة والحروش وأمجاز الدشيش وسيدي مزغيش، أي ما قيمته 2500 متر مكعب في الساعة منها 60.000 متر مكعب ستوجه لمركب التكرير. وحسب مصدر من وحدة تحلية مياه البحر، فإن عملية تصليح العطب قد تتطلب حوالي 05 أيام. والسؤال الذي يظل مطروحا من هو المتسبب في أزمة الماء التي تشهدها العديد من أحياء سكيكدة؟