ووري التراب جثمان الفقيد المجاهد والمناضل من أجل القضية الوطنية السيد بلحاج بوشعيب المدعو ''سي أحمد'' أمس بعد صلاة الظهر بمقبرة الشهداء ''سيدي الحاج بلعباس'' بعين تموشنت مسقط رأسه. وجرت مراسيم الدفن بحضور عدد من أعضاء الحكومة على رأسهم نائب الوزير الأول السيد نور الدين يزيد زرهوني إلى جانب الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد سعيد عبادو وجمع غفير من المواطنين. وقد ضم الوفد الرسمي أيضا وزراء المجاهدين السيد محمد الشريف عباس والاتصال السيد ناصر مهل والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد جمال ولد عباس والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح حيث قدموا تعازيهم لعائلة المجاهد الراحل. وفي كلمة تأبينية ألقاها إمام إطار بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف للولاية تم إبراز الخصال الحميدة للفقيد الذي كرس حياته من أجل تحرير وطنه وتنميته بعد الاستقلال. وأضاف على وجه الخصوص أن ''المجاهد بوشعيب ظل يحمل دائما الجزائر في قلبه''. ومن جهته تطرق وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس إلى المسار النضالي للمجاهد الراحل بوشعيب الذي تأتي وفاته عشية إحياء الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية. كما أشار الأستاذ الجامعي حضري بلحضري إلى المسار النضالي لأحمد بوشعيب الذي ولد في 13 جويلية 1918 بعين تموشنت من عائلة متواضعة ومناضلة مضيفا أن ''علاقاته مع الحركة الوطنية لم تنقطع أبدا خاصة لقاءه مع الشهيد برايك قبل سنوات الأربعينيات''. وكان الفقيد الذي يعد أحد أعضاء ''مجموعة ال''22 التي حضرت لاندلاع ثورة أول نوفمبر 1954 المجيدة من مناضلي القضية الوطنية الأوائل وكان عضوا في المنظمة الخاصة كما شارك يوم 6 أفريل 1949 في الهجوم على البريد المركزي لوهران للحصول على الأموال التي سمحت لقادة المنظمة الخاصة باقتناء الأسلحة يضيف ذات المتحدث. وقد مثل الراحل بوشعيب ناحية وهران في اجتماع مجموعة ال22 الذي جرى يوم 25 جوان 1954 بالجزائر العاصمة تحت رئاسة الشهيد مصطفى بن بولعيد لتحضير انطلاق الثورة التحريرية المظفرة. يذكر أنه قد أقيمت صلاة الجنازة بمسجد ''طلحة بن عبيد الله'' بعين تموشنت. وللتذكير توفي المجاهد بلحاج بوشعيب أمس الأحد بوهران إثر مرض عضال عن عمر يناهز 94 سنة. وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بعث ببرقية تعزية إلى أسرة المجاهد المرحوم جاء فيها: ''تفقد الجزائر اليوم واحدا من الرعيل الأول لثورة التحرير المجيدة المجاهد أحمد بوشعيب تغمده المولى برحمته وأواه إلى جواره''. وذكر رئيس الدولة بأن الرجل ''عبد مسيرته بنضال مرير في صفوف الحركة الوطنية فكان واحدا من نشطائها وعنصرا بارزا في المنظمة الخاصة وعضوا في جماعة ال22 التاريخية التي حظيت بشرف التخطيط والتفجير لذلك الحدث الفارق في مسيرة شعبنا الظافرة''. وأضاف رئيس الدولة قائلا: ''وقد كابد في سبيل ذلك الملاحقة والاعتقال إلى أن حصحص الحق واسترد الشعب سيادته بتضحيات جسام ولم يأل الراحل جهدا في نشاطه بإسهام في بناء نهضة الجزائر المعاصرة بلا كلل وقد أمد الباري في عمره ليشهد عشية احتفاء شعبه بذكراه الخمسين لاستقلاله''، ''أبتهل إليه جلت رحمته العالمين -يضيف رئيس الجمهورية في برقيته- أن يحتسب له ما قدم في دنياه من خير الأعمال يزكي بها مقامه بين الشهداء والصالحين في جنات عرضها السموات والأرض''. وخلص الرئيس بوتفليقة إلى القول: ''أمام هذا المصاب الجلل أعرب عن تعازي الخالصة لأسرته وذويه الأكارم ورفقاء دربه راجيا من العلي القدير أن يتنزل على قلوبهم جميعا من لدنه صبرا جميلا''. ومن جهته بعث رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري ببرقية تعزية إلى عائلة الفقيد جاء فيها''الجزائر فقدت برحيل الفقيد مجاهدا باسلا من الرعيل الأول ''. وأضاف السيد زياري ''وعلى إثر هذا المصاب الجلل أتقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن كافة نواب المجلس الشعبي الوطني بخالص عبارات العزاء والمواساة إلى أهله وذويه سائلا المولى العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن ينزله منازل الأبرار مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا''.