كشف رئيس الجمعية الجزائرية للهيموفيليا الدكتور محفوظ محساس، عن مشروع جديد سيعرض الأسبوع المقبل على وزارة الصحة ثم المجلس الشعبي الوطني، للمطالبة بإنشاء مركز مستقل لعلاج الهيموفيليا يسير عملية العلاج بالمنزل، وتعويض المرضى الذين أصيبوا بالفيروسات المتنقلة عن طريق الدم بسبب اخطاء طبية خلال الفترة الممتدة من 1990 الى 1995· وأضاف نفس المسؤول خلال ندوة صحفية عقدها أول أمس برياض الفتح، أن بعض مرضى الهيموفيليا أصيبوا خلال الفترة المذكورة سالفا، بفيروس السيدا والتهاب الكبد سي، كما تعرض البعض لإعاقة نسبتها 100%، الأمر الذي يستدعي تعويضهم ماليا·· وهو الهدف الذي يركز عليه المشروع الجديد للجمعية، الذي يعد الأول على المستوى الإفريقي والعربي· وأوضح الدكتور محساس خلال الندوة الصحفية، أن التوقعات تشير الى وجود حوالي 3500 أو 4000 حالة مصابة بالهيموفيليا بالجزائر، إلا أن عدد الحالات المكتشفة لا يتعدى 1200 حالة، ما يطرح قضية تحديد عدد الحالات المصابة بدقة للتكفل باحتياجاتها، خاصة وأن هذا المرض يعرض المصابين للإعاقة الحركية أو الموت· وحسب رئيس الجمعية الجزائرية للهيموفيليا، فإن 80% من المصابين بهذا المرض في الجزائر اصيبوا بإعاقة حركية جراء غياب الميكانيزمات التي تؤهل المصالح المعنية للتكفل بهذا المرض الذي يبقى مجهولا في بعض الاوساط الطبية، ومن ضمن اهم المشاكل التي تعترض مسعى التكفل بمرض الهيموفيليا في الجزائر، اقتصار العناية الطبية بالمصابين على العاصمة وغلاء الأدوية اللازمة، فضلا عن نقص كميتها في المستشفيات وعدم توفرها على مستوى الصيدليات، رغم ان الجمعية تطالب منذ 19 سنة بالحلول التنظيمية التي من شأنها ان تسمح للمريض بالحصول على الدواء عن طريق وصفة طبية وأن تقرب مكان العلاج من المنزل، علما أن مرضى الهيموفيليا بحاجة الى اربع حقن في الشهر على الاقل، وتكلف الحقنة الواحدة ما بين 12 ألف دج و15 ألف دج· وتجدر الإشارة الى ان الهيموفيليا مرض وراثي مزمن تسببه الإصابة بعوامل تخثر الدم (8) و(9)، وهو يصيب مولودا واحدا أو اثنين من ضمن كل 10 آلاف ولادة، كما يعاني مرضى الهيموفيليا من عدة صعوبات صحية، تتطلب عناية طبية مدى الحياة، لذا تظل التربية الصحية أحسن وسيلة وقائية لتفادي تعرض المصاب للإعاقة وتخفيف مخاطر النزيف·