عرض الحرفي الشاب محمد تمازيغت، تشكيلة متنوعة وثرية من الأثاث المنزلي المصنوع من الخيزران في المعرض الذي احتضنه بهو قاعة الموقار لمدة 10 أيام والذي وصفه الزائرون بالرائع جدا· غرف النوم الفاخرة، مكتبة، صالون من ست قطع، طاولات، كرسي تصديرة العروس، طاولة الهاتف، سلة الورد والعشرات من الأشياء القيمة التي تزيد المنزل وحديقته سحرا وجاذبية، وخصوصا كرسي الراحة المتحرك الذي يهدهد صاحبه ويختزل عنه القلق والضجر· هذه المصنوعات المهربة من مملكة الجمال جاءت بها أنامل الحرفي تمازيغت محمد، الذي قضى 10 سنوات كاملة في ورشته الصغيرة الى جانب والده السيد علي الذي علمه أصول هذه الحرفة العريقة، وحول حرفة الخيزران قال محمد تمازيغت إني أجد سعادة كبيرة في هذه الحرفة التي أعتبرها مكسبا بالنسبة لي، خصوصا أن الاشياء الجميلة المصنوعة من مادة الخيزران يمكنها أن تعيش لأكثر من خمسين سنة، كون الخيزران مادة قوية ومقاومة للهشاشة والانكسار، وصديقاي في رحلة العمل - يستطرد محمد - هما المطرقة والمسمار اللذان يخضعان لسلطة الإبداعو حيث أحاول في كل مرة تقديم قطعة متكاملة الإبداع، وغالبا ما يقصد الزبائن الورشة لطلب أثاث غرفة النوم أو غرفة الجلوس وحتى المهد المهدهد وغيرها من الاشياء الثقيلة والخفيفة، إلا أن العائق الكبير الذي يقف في طريقي هو مشكل الغلاء، حيث يجد الزبون أن القطع المصنوعة غالية الثمن·· فطاقم الصالون المتكون من ست قطع مرفوقا بطاولة يصل سعره الى 60 ألف دج، في حين يتعدى سعر غرفة النوم سقف 150 ألف دج وهو سعر مرتفع جدا، والسبب يعود إلى غلاء المادة الاولية، فالقطعة الواحدة من الخيزران تصل الى 1500دج، وأنا شخصيا أحتاج الى حزمة من القطع لصنع كرسي أو طاولة، كما ان سعر الصفائح المزخرفة التي تدخل في هذه الصناعة مرتفعة ايضا كما قال محمد· وفي سياق متصل أضاف محدثنا أتمنى أن أحصل على دعم مادي لشراء المادة الاولية بأسعار مقبولة حتى يتسنى للزبائن الحصول على هذه القطع الرائعة والاحتفاظ بها في منازلهم· وحول حرفة الخيزران وأمل الشباب في تعلم هذه الحرفة، قال محدثنا يوميا يطرق باب الورشة شباب ذكورا وإناثا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة يودون تعلم هذه الحرفة وأنا شخصيا أود القيام بهذا الامر، إلا أن غياب المقر يحول دون ذلك، ولهذا أوجه نداء إلى السلطات المعنية للمساعدة والحصول على مقر حتى يتسنى لي ولوالدي تعليم هذا الإرث للأجيال، بغرض المحافظة على هذه الحرفة وحمايتها من الزوال·