من الكتاتيب إلى منصب الأمين العام لاتحاد التربويين العرب وبرصيد أزيد من ثلاثين عنوانا، هو مسار الدكتور رابح تركي الذي كرمته المكتبة الوطنية نهاية الأسبوع الماضي بمنحه وسام العمداء للثقافة· "الحركة الوطنية الجزائرية"، " الثورة الجزائرية"، "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتاريخية ورؤسائها الثلاثة"، "الشيخ عبد الحميد ابن باديس رائد الإصلاح والتربية في الجزائر" و" اللغة العربية وثقافتها من المحلية إلى العالمية هي مجموعة من المؤلفات الكثيرة التي أنجزها الدكتور رابح تركي طيلة مسيرة حافلة بالكتابة في مواضيع تمس الشخصية الجزائرية وتركز في العديد منها على مجال مهم جدا ألا وهو "التربية" · أمين الزاوي،مدير المكتبة، قال في كلمته التي ألقاها بالمناسبة إن رابح تركي العالم والباحث والمربي والمجاهد هو أحد أعمدة المدرسة الجزائرية الخالدين بفعل الكتب الكثيرة التي أثرى بها المكتبة الوطنية والساحة الثقافية والفكرية والعلمية الجزائرية· الزاوي ، أشار أيضا إلى أن هذا التكريم الذي يتمثل في منح المكتبة لوسام العمداء للثقافة يصبو أيضا إلى لفت الانتباه حول تهميش الكثير من العلماء والمفكرين الجزائريين الذين ينتهون في الصمت والسكون · وقدم كل من الوزير السابق الأمين بشيشي والمناضل عبد الحميد سيد علي كلمة عن رفيقهما رابح تركي، فقال الأول إنه درس مع المعني في جامع زيتونة بتونس، ومن ثم التقيا من جديد في مصر حيث أكملا دراستهما هناك، مضيفا أن رابح الذي يدافع رأيه بثبات عليه أن يحس بالفخر الكبير ليس لما كتبه فقط، بل أيضا لتكوينه جيلا في المستوى من العلم والمعرفة· أما المناضل سيد علي فقد تحسر على التهميش الذي يطال المثقفين الجزائريين، رغم أن المثقف حسبه هو ذاك الذي تمشي خلفه الشعوب من خلال المسؤوليات التي يأخذها على عاتقه والتي حملها له الخالق عز وجل· بالمقابل ، تحدث رابح تركي عن مسيرته الفكرية والعلمية فقال إن البداية كانت من مدرسة حرة بسطيف، حيث كانت تدرس اللغة العربية والأخلاق والتوجيه السليم تحت شعار" الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا"، تحصل على شهادة التحصيل العلمي من جامعة الزيتونة بتونس ثم عاد إلى الجزائر ودرس في مدرسة الفتح بسطيف، وهي مدرسة حرة من مدارس جمعية العلماء المسلمين ومن ثم تحصل على منحة للدراسة في مصر ·