اكتست شوارع الجزائر العاصمة منذ صبيحة أمس حلة بيضاء جراء الثلوج التي تساقطت بكثافة في صورة نادرة لم تشهدها العاصمة منذ سنة ,2004 ولم يفوت سكان العاصمة هذه الفرصة للتمتع بسحر الطبيعة، حيث خرج الصغار والكبار إلى مختلف الشوارع نذكر منها الابيار، حيدرة، بن عكنون لأخذ صور تذكارية في جو بهيج تزامن وعشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. رغم التساقط المتواصل للثلوج وموجة البرد القارس الذي ميز أجواء العاصمة على غرار باقي مناطق الوطن، فإنه لم يمنع العديد من ربات البيوت من الخروج والتوجه إلى الأسواق لاقتناء الحاجيات اللازمة لتحضير عشاء الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف. وقد أدت هذه الثلوج المتساقطة منذ يوم الجمعة عقب تساقط الأمطار الغزيرة طيلة 48 ساعة الأخيرة الى غلق معظم الطرقات، مما تسبب في عرقلة حركة سير السيارات في شتى الاتجاهات وعرفت بعض محاور الطرقات أزمة مرور، حيث قطعت الطرق الثانوية في أعالي العاصمة كليا، وبلغ سمك الثلوج ما بين 15 و20 سنتيمترا عبر عدد من الأماكن. كما تم تسجيل وقوع عدة حوادث جراء انحراف السيارات بسبب الأرضية الزلقة وعمدت المصالح المعنية إلى تسخير مختلف الإمكانيات المادية والبشرية على غرار الآليات وكاسحات الثلوج لإعادة فتح حركة المرور أمام السيارات. ونظرا للانخفاض المحسوس في درجات الحرارة أجبر العديد من المواطنين على البقاء بمنازلهم والعزوف على التنقل إلا للضرورة. كما أدت رداءة الأحوال الجوية إلى اضطراب كبير في حركة المرور خاصة على مستوى الطرق المؤدية الى بلديات غرب العاصمة على غرار بوزريعة ودالي ابراهيم وبن عكنون وكذا الطريق السريع المؤدي الى زرالدة وكذا تعطلها تماما في بعض الأحيان بسبب تساقط الثلوج. الثلوج نعمة ونقمة على المواطن وقد كانت هذه الثلوج نعمة على أغلبية المواطنين الذين اغتنموا فرصة نهاية الأسبوع لأخذ الصور التذكارية في مختلف الأحياء التي اكتست حلة بيضاء على غير العادة مثل حي السكالة بالابيار، وادي حيدرة، بن عكنون وبوزريعة وخرج الأطفال للاستمتاع بأوقاتهم مستغلين بذلك فرصة تساقط الثلوج بالعاصمة للعب بكرات الثلوج، لكنها كانت نقمة على آخرين بسبب شلها حركة المرور بمختلف الطرقات والازدحام الكبير بشوارعها الناتج عن المياه التي غمرت عددا من الطرقات بسبب انسداد البالوعات، وهو المشكل الذي يتجدد كل سنة مع تساقط الأمطار، ناهيك عن محطات النقل التي تشهد أوضاعا مزرية وسرعان ما تتحول إلى برك من المياه تصعب حركة السير على المواطنين الذين لم يسلموا حتى من الممرات العلوية التي بدورها غمرتها مياه الأمطار مثلما هو الحال في محطات ''تافورة''، ''بن عكنون''، ''لاكوت''، فيما شهدت عدة أحياء بمختلف بلديات العاصمة كارثة حقيقية نتيجة الأوحال التي غمرت الطرقات غير المهيأة، حيث أكدت جولتنا لبعض مناطق العاصمة وضواحيها مدى معاناة العمال للالتحاق بمقرات عملهم بسبب توقف حركة المرور لساعات عديدة خوفا من الانزلاقات، فيما فضل أغلب أصحاب المحلات غلق الأبواب واشتكى العديد من المواطنين من نقص الحاجيات الضرورية مثل الخبز والحليب. القطار يتوقف، المواطن طعمة ''للكلوندستان'' والمترو أحسن حل وقادتنا زيارتنا الميدانية أيضا إلى محطات القطار التي اكتشفنا فيها مدى استياء المواطن الذي صعب عليه التنقل إلى العاصمة بسبب تأخر القطار عن موعده خصوصا القطار القادم من محطة ''العفرون'' بالبليدة في اتجاه الجزائر العاصمة على سبيل المثال وتوقفه تماما في بعض الأحيان، حيث انتظر الركاب وصول القطار لساعات طويلة منذ السابعة صباحا الى غاية التاسعة، لكن دون فائدة، الأمر الذي جعل المواطن في حيرة من أمره، وأرجع مصدر من الاتحادية الجزائرية للسكاكين سبب التأخر الى سقوط الثلوج الكثيفة بمحطة ''بني مراد'' بالبليدة أغلقت الطريق، مشيرا إلى أن حركة القطار ستعرف اضطرابا بسبب الثلوج الكثيفة المتساقطة واعتذر للزبائن عن الخلل الذي يتكرر في كل مرة، ولم يكن أمامنا سوى مغادرة المحطة لنرى تهافت أصحاب سيارات الأجرة غير القانونيين ''كلوندستان'' على المواطنين عارضين عليهم نقلهم الى العاصمة بمبالغ مالية باهضة، بينما استغل العديد من المواطنين بضواحي العاصمة المترو كونه أفضل وسيلة للتنقل-.