تساقطت الثلوج بكميات معتبرة، أول أمس الخميس، على وجه الخصوص بالعديد من ولايات شرق البلاد، ما سبب متاعب للكثير من المواطنين خاصة القاطنين في المناطق الريفية النائية، وقطع عدة طرق ولائية ووطنية، وبالمقابل استبشر الفلاحون خيرا بالضيف الأبيض سوء الأحوال الجوية يؤجل احتفالات عاشوراء بتيزي وزو إلى إشعار آخر شهدت ولاية سطيف تساقط كميات معتبرة من الثلوج بداية من أمسية الأربعاء بالمرتفعات التي يزيد علوها عن 600 متر، صاحبتها موجة برد قارس، وقد تسببت في شلل حركة المرور بالعديد من الطرق والمحاور الرئيسية وتسجيل بعض حوادث المرور، كما حاصرت الثلوج آلاف العائلات القاطنة بالقرى والمشاتي المعزولة بالجهة الشمالية لولاية سطيف. وصاحب هذه الموجة الثلجية عودة المئات من العمال والطلبة لحضور مناسبة عاشوراء مع أهلهم، وبمناسبة حلول عطلة الشتاء بالنسبة لطلبة الجامعات، ولم يجدوا ملاذا سوى تدخل المواطنين لمساعدة بعضهم البعض، وقد أجبرت هذه الموجة أكثر من خمسين مواطن، بينهم طالبات، على قطع مسافات طويلة على الأقدام للوصول إلى منازلهم في اتجاه بوعنداس، وبوسلام. وقد استغل أصحاب سيارات “الفرود” الفرصة كعادتهم، وأكد لنا بعض المسافرين أنهم دفعوا 300 دينار في حين التسعيرة العادية لا تتجاوز 50 دينارا. أما بالنسبة للتنقل من سطيف باتجاه بوعنداس، فبلغ ثمن التسعيرة أكثر من 1000 دينار، في حين لا تتجاوز في الظروف العادية ال100 دينار. وعرفت ولاية ڤالمة خلال 48 ساعة الأخيرة انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة التي بلغت ليلا أربع درجات تحت الصفر، نتيجة العاصفة الثلجية التي اجتاحت المنطقة، وتسببت في غلق عدد من الطرقات الرئيسية والمحاور الكبرى عبر إقليم الولاية، التي لم تشهد موجة برد شديدة كهذه منذ سنوات خلت. وقد اكتست الجبال المحيطة بمدينة ڤالمة حلة بيضاء جراء تساقط كميات معتبرة من الثلوج التي استبشر بها الفلاحون خيرا، إلا أنها تسببت في عرقلة حركة المرور على مستوى الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين ڤالمة وقسنطينة، وتحديدا بمرتفعات رأس العقبة وسلاوة اعنونة على بعد 25 كلم غرب عاصمة الولاية، ما أدى بالمصالح المختصة للتدخل لفتحه في ساعات مبكرة من الصباح، بينما ظلت حركة المرور مشلولة على مستوى الطريق الوطني رقم 80 في جزئه الرابط بين مدينتي ڤالمة وسدراتة بولاية سوق أهراس، حيث تدخلت مصالح البلديتين بمساعدة وحدات كتيبة الدرك الوطني بالخزارة لفتح الطريق أمام حركة المركبات في ساعة مبكرة من صباح أول أمس، بينما بقي الطريق الولائي الرابط بين بلديتي عين صندل وحمام النبائل مغلقا إلى غاية الظهيرة . وعرفت ولاية باتنة وبلدياتها منذ نهاية الأسبوع الماضي موجة برد حادة، بعد تساقط كمية من الأمطار والثلوج على المنطقة خصوصا المرتفعات التي يزيد علوها على 300 متر، تسببت في شل حركة المرور لساعات في عدة محاور وغلق طرق ولائية وبلدية، ما أدى إلى عزل كلي لبعض القرى النائية، وتزامنا مع موجة البرد هذه عانى مواطنون في عدة أحياء بباتنة من الانقطاعات المتكررة للغاز الطبيعي في اليومين الماضيين مثل حي الشهداء وحي البستان والتجمع السكني “عدل” بحي بوزوران. كما سجل بولاية خنشلة تساقط كثيف للثلوج تسببت في قطع العديد من الطرقات لا سيما ببلديات بوحمامة، شليا، يابوس، قايس وعين الطويلة. ومن جهة أخرى سجلت مصالح الدرك الوطني العديد من حوادث المرور وخاصة على الطريق الرابط بين خنشلة وتبسة عبر بلديات المحمل وعين الطويلة، حيث سجلت انقلاب شاحنتين ذات مقطورة بعد ساعة من تساقط الثلوج ليلا بسبب الانزلاقات وصعوبة الرؤية، كما تم تسجيل وفاة العديد من رؤوس الأغنام. وفي تيزي وزو أدت الثلوج المتساقطة بكثافة وسوء الأحوال الجوية إلى تأجيل الاحتفالات بعاشوراء، بعد أن قطعت العديد من الطرق، وطنية كانت أو ولائية، وحسب مصالح الدرك الوطني فإن الطريق الوطني رقم 30 وكذا رقم 15 أغلقا في وجه حركة المرور في الشطر الرابط بين تيزي وزو والبويرة على مستوى فج تيزي نكولال ببلدية ايبوردان، إلى جانب غلق أجزاء من الطريق الوطني رقم 12 بين بجاية وتيزي وزو ببلدية زكري، كما كانت الثلوج سببا في إغلاق عدة طرق ولائية وأهمها رقم 253 الرابط بين تيزي وزو وبجاية وكذا أبي يوسف. وعرف سكان العديد من المناطق صعوبات لاقتناء قارورات غاز البوتان التي وصل سعرها إلى 500 دينار بآيت موسى أوبراهم وثاخليست، وهي المناطق التي تنتظر أن يصلها الغاز الطبيعي مع مطلع سنة 2013.