يعد مسجد الأمير عبد القادر من التحف المعمارية ذات البعد الفني والجمالي الرائعين للهندسة الإسلامية العربية الأصيلة الجامعة بين الفنين المغربي والشرقي، كما يعتبر من أكبر مساجد شمال إفريقيا، حيث يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وزخرفته الراقية من فسيفساء جميلة تغطي مختلف أعمدته لما يتزين به من روائع الخط العربي الذي يحمل آيات من الذكر الكريم، زد على ذلك، بهاء وروعة قبته الداخلية التي تتزين بأسماء الله الحسنى في انسجام بين الألوان والشكل الهندسي، فهوالمسجد الذي يحتوي على أضخم ثرياّ بالجزائر، وأشكال جمالية أبدع فيها جزائريون وعرب. هذه التحفة المعمارية بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي، يرجع إلى التعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصر والمغرب، يقع بحي فيلالي أحد أرقى أحياء قسنطينة، يضم قاعة كبيرة للرجال تتسع لحوالي 12 ألف مصل، وقاعة للنساء تتسع لحوالي 3500 مصلية، كما يضم المسجد مدرسة قرآنية ب4 أقسام، 8 مكاتب إدارية، مكتبة تتسع لحولي 100 قارئ، قاعتين للاجتماعات، مخزن وقاعة شرفية. وقد جاء قرار إنشاء هذا المعلم العلمي والديني الذي أصبح رمزا من رموز الدولة الجزائرية، بإيعاز من الرئيس الراحل هواري بومدين الذي أوكل تصميمه للمهندس المصري المشهور مصطفى موسى، بعدما تم الاتفاق على إنشاء مسجد بعاصمة الشرق قسنطينة، يطلق عليه اسم ''الأمير عبد القادر''، ونظيره بعاصمة الغرب الجزائري وهران يحمل اسم العلامة عبد الحميد بن باديس، وقد وضع الرئيس هواري بومدين حجر أساس المسجد شخصيا بحضور العديد من الوزراء والمسؤولين السامين في الدولة وقتها سنة ,1974 بالموازاة مع وضع حجر أساس جامعة منتوري التي أوكل تصميمها للمهندس البرازيلي الشهير أوسكار نيمير. كما يحتل المسجد موقعا مميزا جدا، كونه يُرى من مختلف أنحاء المدينة ويجاور الجامعة الإسلامية، وصنف كمسجد وطني مركزي، يتميز بعلو مئذنتيه البالغ ارتفاع كل واحدة منهما 107 أمتار، وارتفاع قبته 65 مترا، وبقطر 20 مترا، لتكون من أكبر القباب للمساجد بالجزائر، وتضم القبة من الجهة الداخلية أسماء الله الحسنى التي نقشت بزخرفة فنية رائعة، زيادة على تربعه على مساحة تبلغ 13 هكتارا و120 مترا كعلو لمنارتيه المتميزتين بهندستهما المعمارية الفريدة من نوعها بالجزائر، على عكس التصاميم التي توجد عليها المساجد السنية الأخرى، والتي تتميّز بمنارة واحدة. واحتضن مسجد الأمير عبد القادر(الذي قام المهندس المصري مصطفى موسى الذي يعتبر من أكبر مهندسي العالم العربي بإنشاء تصاميمه وكذا تصاميم الجامعة الإسلامية) أول صلاة سنة .1994 ويبقى، إضافة إلى دوره الديني، قطبا سياحيا يجلب إليه زوّار مدينة الصخر العتيق، حيث كان آخر ضيف حل على هذا الصرح الديني رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية السيد محمد ولد عبد العزيز رفقة وفد عالي المستوى من كبار المسؤولين بدولة موريتانيا الذين أبدو إعجابهم الكبير بهذه التحفة المعمارية، ولم يفوت فرصة زيارة المسجد بصلاة ركعتين فيه، تحية للمسجد.