وقد تداول على هذه الجامعة عدة علماء أجلاء كالشيخ محمد الغزالي و الشيخ يوسف القرضاوي، كما حاضر بها فطاحلة الدعوة الإسلامية الحديثة كالسوري البوطي الذي يزورها باستمرار وعمر عبد الكافي وحجازي وغيره. تاريخ المسجد يعتبر من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتميز بعلو مئذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة 120م وارتفاع قبته 65 م، يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة. ويعدّ إحدى التحف التي أبدعتها يد الإنسان في العصر الحاضر، وإن إنجازه بهذا التصميم على النمط المشرقي الأندلسي والمغاربي كان ثمرة تعاون بين بعض المهندسين والتقنيين من مصريين ومغاربة، إضافة إلى المساهمة الكبيرة للمهندسين والفنيين والعمال الجزائريين. ونشير إلى أن المهندس المصري "مصطفى موسى" الذي يعدّ من كبار المهندسين العرب هو الذي قام بتصاميم المسجد والجامعة. ويهزك مسجد الأمير بمجرد ولوجك إليه بزخرفته الراقية وباحتوائه على أضخم ثريّا بالجزائر وأشكال جمالية أبدع فيها جزائريون وعرب. والمسجد إلى جانب الجامعة آية من آيات الفن المعماري الإسلامي، و قد أسهم في إنجازها عدد كبير من المعماريين المسلمين المختصين في العمارة الإسلامية من ذوي الكفاءات العالية وتبلغ مساحته الكلية 13 هكتار منها 10 هكتار مبنية. يطل على الأربع جهات نحو المنظر الجميل، واحد من أرقى أحياء قسنطينة، وحي فيلالي والجامعة المركزية وقدور بومدوس وبه واحدة من أجمل منارات الجزائر بعلو 120 متر تعتبر هي الأخرى تحفة وقمة في الإبداع إلى جانب قبته الشامخة المشيدة على ارتفاع 65 مترا. سميت الجامعة والمسجد باسم الأمير عبد القادر اعترافا بمكانة هذا الرجل الفذ أحد رموز الجهاد الجزائري ضد الاستعمار ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وتشرف على المسجد جمعية مسجد الأمير عبد القادر التي يرأسها منذ سنوات عدة الشيخ بن عبد الرحمان، وهي الجمعية التي تسهر ليل نهار على إبقاء هذا المعلم الهام شامخا ونظيفا يسر الزائرين. محجة الصائمين وقبلة المتزوجين وبمناسبة شهر رمضان المعظم يعد المسجد قبلة للمصلين القادمين من مختلف مناطق وبلديات ولاية قسنطينة وحتى من ولايات مجاورة حيث أن المسجد يمتلئ طيلة رمضان وخلال التراويح بالوافدين من المصلين لأداء الصلاة والتعبد فيه. ويتحدث القائمون على شؤونه أن عددهم يتجاوز بكثير طاقة هذا المسجد العملاق وهو ما يدل على عشقه من قبل أبناء الولاية وضواحيها، ويؤم جموع المصلين كل من الإمام المعروف عبد الكريم رقيق وبوحرم شوقي سليم . كما أن المسجد يعتبر فضاء مفتوحا للمقبلين الجدد على الزواج حيث يفضل القسنطينيون إقامة مراسم الفاتحة، فلا يمكن أن يتصور المرء أن يكون مسجد الأمير خاليا من عريس جديد قدم لقراءة فاتحة زواجه كل خميس وجمعة. وقد أفاد القائمون عليه أنهم أحيانا يحتارون في البرمجة لكثرة الطلب، وهناك يصبح المسجد مفتوحا للمساعدات الخيرية حيث يصطف الكثير من المعوزين يوميا لأخذ قسط من المال. مسجد الأمير عبد القادر وفي انتظار المسجد الأعظم الذي تسعى الدولة لإقامته يبقى واحدا من مفاخر جزائر الاستقلال بالنظر لكبر حجمه ولشكله ولما يحويه من ممتلكات لا تقدّر بثمن .