خابت تشكيلة جمعية وهران في تأكيد صحوتها بعدما انهزمت بهدفين لواحد أمام مضيفها اتحاد عنابة، الذي حقق، في ذات الوقت، قفزة مهمة في لائحة الترتيب، حيث لم يكتف بتجاوز ''الجمعاوة'' الذين كانوا يتقدمونه بنقطتين، بل خلفهم وراءه بفارق نقطة وحيدة، والأهم هو انفراده بالمقعد الرابع على بعد نقطتين فقط عن صاحب المركز الثالث اتحاد بلعباس، مما يعني انتعاش حظوظه أكثر في اللعب على إحدى بطاقات الصعود. وبذل فريق ''بونة'' جهودا جبارة حتى ينتزع النقاط الثلاث من ضيوفه الوهرانيين، الذين حافظوا عليها طيلة شوط كامل، بعد تقدمهم في النتيجة بهدف مازاري في الدقيقة ال 9 بعد تلقيه كرة من زميله بالغ المتوغل سريعا وبقوة على الجهة اليمنى، وكانت هذه اللقطة مثالا عن التكتيك الذي اعتمده المدرب مجاهد، حيث ارتأى الاكتفاء بالمرتدات السريعة مع أولوية تحصين منطقة فريقه بتشكيل جدارين للدفاع عنها، خصوصا بعد تقدمه في النتيجة حتى إنه ترك مباركي وحده في الهجوم، وسرعان ما تاه وضاق ذرعا بعزلته وبالرقابة اللصيقة التي فرضها عليه المدافع العنابي قشي، مما جعله يترك مكانه في نهاية المطاف لزميله بوكرش في الدقيقة ال 51 تنفيذا لرغبة ورؤية مدربهما مجاهد في تدعيم خط الوسط لإحكام القبضة عليه، ومن ثم صد هجمات العنابيين التي تكاثرت بعد نجاحهم في تعديل الكفة بواسطة ضربة جزاء، نجح في تجسيدها حرباش في الدقيقة ال ,48 غير أن التبديل لم يكن موفقا من التقني الوهراني، لأن فريقه تراجع كثيرا إلى الوراء، مما أتاح للمحليين الضغط وبشدة على مرمى الحارس مزاير، الذي تألق كعادته وأبطل مفعول أهداف حقيقية، بإستثناء واحدة، ناب عنه فيما القائم الأيمن لمرماه في صد كرة المهاجم العنابي الخطير بوحربيط، والملاحظ أن غالبية الخطر كان يأتي على الجهة اليسرى التي بعث فيها البديل صديق نشاطا واضحا، وكانت تلك فكرة صائبة من مدرب الاتحاد كمال مواسة، حيث لم تهدأ الأقدام العنابية عن الإغارة على مرمى الحارس مزاير حتى هزت شباكه بهدف ثان من توقيع بن عبد الله في الدقيقة ال 75 بعد قذفة صاروخية من خارج مربع العمليات. والمؤسف أن الأمور في الربع ساعة الأخير المتبقي من المقابلة قد انقلبت إلى حلبة للملاكمة، واشتباكات بين لاعبي الفريقين عوض اللعب الجميل والتنافس، بعد تشنج الأعصاب الذي نتج عنه طرد العنابي دبوس في الدقيقة ,79 وعبثا حاول الوهرانيون الرجوع في النتيجة في هذا الوقت المتبقي رغم الحصار الذي فرضوه والهجمات المتتابعة على منطقة العنابيين التي سلمت منها، خصوصا في لقطة البديل بوكرش في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، والتي معها ضاعت ثلاث نقاط ثمينة للجمعية الوهرانية، لكن دون كامل الحظوظ في الصعود الذي لايزال ممكنا، شريطة شطب الهزيمة من قاموس مبارياتها القادمة،التي ستكون قوية بالتأكيد لتزايد عدد الفرق الطامحة، وللمدرب مجاهد متسع من الوقت لمعالجة نقائص فريقه، وتصحيح أخطائها بدءا بالمقابلة القادمة أمام اتحاد البليدة، التي تأجلت إلى الثلاثاء القادم، عوض السبت، مما سيمنح لأشباله فرصة لاسترجاع أنفاسهم.