أخيرا؛ طرد فريق جمعية وهران النحس، وحقق الانتصار الذي صام عنه منذ ثلاثة أشهر، تحديدا منذ ال 04 نوفمبر الماضي، وانتظر جاره اتحاد بلعباس ليجسده بهدف يتيم من تسجيل لعب الوسط شعيب توفيق من ضربة جزاء في الدقيقة ,77 وقد جاء هذا الهدف نتيجة التدبير التكتيكي للمدرب مجاهد، الذي أحسن قراءة الشوط الأول، وحصر مكامن ضعف وقوة الفريقين، ومن ثم جاءت تغييراته في الشوط الثاني ناجعة وكابحة لأفكار المدرب العباسي بن يلس. حيث دفع مجاهد بأومعمر في وسط الميدان، بعدما لاحظ ضعف فريقه في استرجاع الكرات، ورغم طرد هذا الأخير بعد عشر دقائق فقط من دخوله، إلا أن الشحن والدفع المعنويين من على خط التماس لمجاهد للاعبيه، زادتهم صلابة وإرادة، وهذا ما مكنهم من النيل من فريق المكرة ولوبأقل الحصص، كما أبلى البديلان رحوومازاري، وخاصة هذا الأخير البلاء الحسن بشهادة مدربهما. التقني الوهراني، لم يغفل أيضا الإشادة بالمردود الجيد للحارس مزاير، الذي يواصل تألقه من مباراة لأخرى، وفي هذا ''الداربي'' كان حاضرا وبقوة، خاصة في العشر دقائق الأخيرة التي اندفع فيها البلعباسيون إلى الهجوم لتعديل الكفة، وهي المدة الزمنية الوحيدة في اللقاء التي نشطوا فيها، حيث حرمهم الحارس الدولي السابق من هدف محقق، لما أخرج كرة حمزاوي ببراعة بعد أن كانت متجهة لتستقر في الزاوية العليا اليمنى لمرماه وكان ذلك في الدقيقة .88 بالنسبة لاتحاد بلعباس؛ فقد لعب بحذر كبير طيلة 80 دقيقة، حيث فضل لاعبوه تحصين الدفاع واللعب بكثافة عددية في الوسط، وكان بإمكانهم إستغلال هفوات الخط الخلفي للوهرانيين، الذي عرف اشتراك واسطي في آخر لحظة رغم إصابته، وإقحام حميدي أساسيا لأول مرة هذا الموسم، وهو الذي يفتقد كثيرا للمنافسة، فضلا عن بوعامرية الذي ظهر مرتبكا، ولحسن حظه وجد المؤازرة من زميله مازاري، الذي كان دخوله موازيا لنشاط الضيوف في الهجوم، وبالتالي أعطى توزانا للخط الخلفي للجمعاوة. المباراة ومن الناحية الفنية، لم ترق إلى مستوى تطلعات الجماهير الغفيرة التي أمت الملعب، ربما لكونها داربي ومادمت كذلك فقد عرفت توقفات عديدة لتشنج الأعصاب، رافقها صراخ وصيحات الجماهير التي بدلت الدعم الحماسي بالسباب والذي يصم الآذان، وتعداه إلى الإكثار من رمي أرضية الميدان بوابل من المفرقعات التي أصابت إحداها المدرب بن يلس في الوجه، ولحسن الحظ أنها كانت خفيفة، كخفة وقلة آثار المشادات التي وقعت بين قوات الأمن - التي أدت دورها كاملا - وبعضا من أنصار فريق ''المكرة'' الغاضبين خارج الملعب. مجاهد: إرادة أشبالي هي التي صنعت الفوز عبر نبيل مجاهد مدرب جمعية وهران عن سعادته الكبيرة بإنتصار فريقه في ''داربي'' الغرب أمام اتحاد بلعباس، الذي قال عنه إنه جاء بفضل الإرادة الكبيرة للاعبيه، وأضاف يقول ''الآن يجب على الجميع الجلوس على طاولة واحدة، مسيرين، مدربين ولاعبين لوضع خطة متجانسة ومتناسقة لباقي المباريات، التي ستكون حاسمة لجميع الفرق، وطموحنا لا يسمح لنا بأي تعثر سواء داخل ملعبنا أو خارجه، فعلينا جمع أكبر عدد ممكن من النقاط، واليوم أثمن كثيرا الحضور الذهني لأشبالي''. بن يلس يفاضل بين الصحافيين والتصريح لديه ''صحبة'' أما مدرب اتحاد بلعباس عبد الكريم بن يلس، وإن كنا نتفهم تأثره بهزيمة فريقه وتعرضه لمفرقعة في الوجه سلم منها والحمد لله، إلا أننا نستهجن تصرفه، عندما فاضل بين الصحفيين في الإدلاء بتصريحاته الخاصة باللقاء، ففي الوقت الذي تقدمنا منه لهذا لغرض بعد أن إطمأننا على صحته، قابلنا بالقول التالي ''لن أدلي بأي تصريح''، لكنه غير رأيه بالنسبة لصحفي ''إذاعة الباهية''، واسترسل يعلق على المباراة، فلما استفسرناه عن هذا التصرف، رد علينا بأنه صديق لي؛ أفهكذا السيد بن يلس أصبح الإدلاء بالتصريحات لديك ''معرفة وصحبة''، هذا فضلا على الكلام البذيء الذي كان يصدرمنك على مرأى ومسمع كثيرين، وأنت الذي يسمونك بالمربي والمدرب الحكيم، فعيب يا ''شيخ''، وعلينا في هذا المقام شكر لاعبي اتحاد بلعباس - الذين كزملائهم في جمعية وهران - تحلوا بالروح الرياضية بعد نهاية اللقاء وحتى مغادرتهم لملعب أحمد زبانة.