خلفت التقلبات الجوية التي لا تزال تشهدها الجزائر هذه الأيام العديد من الخسائر البشرية والمادية، حيث أغلقت الثلوج المتساقطة العديد من الطرقات الوطنية وعزلت العديد من البلديات وارتفع عدد تدخلات مصالح الحماية المدنية لإسعاف المواطنين في الكثير من ولايات الوطن في حين تشهد ولايات أخرى نشاطات تضامنية واسعة لفائدة العائلات المعوزة. ففي ولاية تيسمسيلت سجلت مصالح الحماية المدنية للولاية 361 تدخلا منذ بداية التقلبات الجوية، وقد أحصت منذ نهاية الأسبوع الماضي سبعة حوادث مرور خلفت 17 جريحا لاسيما بالطريقين الوطنيين رقم 14و19 اللذين شهدا صعوبات كبيرة في حركة المرور نتيجة التساقط الكثيف للثلوج، كما قام أعوان الحماية المدنية ب141 إجلاء صحيا وإنقاذ خمسة أشخاص حاصرتهم الثلوج بالمناطق النائية لبلديتي الأزهرية وبرج الأمير عبد القادر بالإضافة إلى نقل شخصين بدون مأوى إلى المؤسسة العمومية الاستشفائية ببرج بونعامة. وبولاية سطيف، سجلت مصالح الحماية المدنية خلال ال24 ساعة الأخيرة 180 تدخلا في حالات مختلفة، منها 11 عملية لإسعاف جرحى ومصابين نتيجة السقوط وإجلاء مصابين بأزمات مرضية بالإضافة إلى 21 حالة ولادة بالمناطق النائية تعذر التنقل بشأنها إلى المراكز الصحية، كما تدخلت مصالح الحماية المدنية لإنقاذ ثلاثة أشخاص من حالة اختناق إثر تسرب الغاز بمنازل فردية بمدينة سطيف وببلدية عين لكبيرة شمال الولاية. وتدخلت بمعية المصالح المعنية للشؤون الاجتماعية في 17 حالة لإجلاء أشخاص دون مأوى 4 نساء تم التكفل بهن على مستوى دار التضامن وحالتين لرعيتين أجنبيتين. وفي ولاية خنشلة بلغ عدد التدخلات التي قامت بها مصالح الحماية المدنية 515 تدخلا وذلك منذ يوم 3 فيفري الجاري، حيث سجلت ثلاثة حوادث مرورية جراء انحراف مركات ونقل خمسة أشخاص إلى مستشفى خنشلة نتيجة تسرب غاز أكسيد الكربون وإجلاء 13 شخصا كانوا على متن مركبات ببلدية أولاد اراشاش و19 تدخلا لتسربات المياه بحي الأمل بمدينة خنشلة وتسجيل حالة واحدة لانهيار منزل هش بنفس الحي دون خسائر بشرية. وفي ولاية الشلف لا تزال مصالح الحماية المدنية على أهبة الاستعداد للتدخل لأي طارئ قد ينجر عن التقلبات الجوية التي تسببت في 8 حوادث في الولاية أسفرت عن جرح 14 شخصا بالإضافة إلى تسجيل 4 حالات اختناق في عدة بلديات تم التكفل بهم من قبل المصالح لتلقي الإسعافات الأولية. من جهة أخرى، عرفت عدة ولايات نشاطات تضامنية لفائدة العائلات المعوزة والمواطنين فنظمت في هذا الإطار مصالح أمن ولاية المدية أول أمس عملية تضامنية واسعة النطاق تمثلت في توزيع وجبات غذائية على العديد من العائلات المعوزة وجابت فرق متنقلة تابعة لمصالح الشرطة القضائية طيلة الليل الأحياء السكنية الواقعة بضاحية مدينة المدية لتوزيع وجبات غذائية على العائلات المحرومة والاستفسار عن ظروفها المعيشية خلال هذه الفترة المتميزة بالتقلبات الجوية، كما ضاعفت الجمعيات الخيرية بالولاية من نشاطاتها التضامنية في الأيام الأخيرة. وفي ولاية قسنطينة وجهت الاتحادية الولائية للتجار والحرفيين نداء للتجار تحثهم فيه على ضرورة ضمان الحد الأدنى من الخدمة وتوفير المواد الأساسية على غرار الخبز والحليب، كما وجهت نداء إلى المواطنين لعدم المبالغة في الاستهلاك والتزود بما يحتاجونه فقط، كما قامت المديرية الولائية للنشاطات الاجتماعية بحملة لجمع المتشردين عبر مختلف أنحاء الولاية وتحويلهم إلى دار الرحمة بجبل الوحش خلال هذه الأيام التي تشهد برودة كبيرة، ودعت المواطنين للمساهمة في هذه العملية من خلال التبليغ عن أي حالة تتطلب المساعدة. من جهة أخرى، أعلنت أمس وزارة الداخلية والجماعات المحلية في بيان لها أنه تم تسجيل حالتي وفاة بسبب سوء الأحوال الجوية من بين 15 حالة على المستوى الوطني في الفترة الممتدة بين 3و8 فيفري الجاري، وهذا خلافا لما تناقلته بعض وسائل الإعلام. وأوضحت وزارة الداخلية أن الأمر يتعلق بضحية جرفتها مياه وادي صفصاف بواية سكيكدة وأخرى توفيت إثر سقوط ثلوج كانت متراكمة بأبي يوسف بولاية تيزي وزو. أما في الحالات الأخرى المسجلة بالولايات المعنية بتقلبات الطقس أكدت الوزارة أنه تم تسجيل 13 ضحية ثمانية منها يعود سبب الوفاة إلى الاختناق بغاز مونوكسيد الكاربون و5 حالات بسبب حوادث المرور وهي الحصيلة المسجلة الى غاية صبيحة أمس.